أصدر قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة بحر البلطيق بياناً مشتركاً أدانوا فيه الهجمات التخريبية التي تستهدف البنية التحتية الحيوية تحت الماء. وأعلنوا عن تعزيز الوجود العسكري للناتو في بحر البلطيق، بما في ذلك استخدام طائرات مسيرة مائية. خلال مؤتمر صحفي، قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب: «سنزيد من وجود الناتو في بحر البلطيق». وأضاف الأمين العام للناتو مارك روتي أن التخريب المشتبه به ضد الكابلات البحرية يمثل مصدر قلق كبير، وأن حماية البنية التحتية أمر بالغ الأهمية. شارك في القمة قادة كل من الدنمارك، إستونيا، فنلندا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، السويد، وألمانيا، إلى جانب الأمين العام للناتو ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية هنّا فيرككونن. مواجهة التهديدات الروسية وحماية البنية التحتية ركز الاجتماع على كيفية التصدي للتهديدات الروسية، المعروفة بـ«الأسطول الخفي»، وتعزيز حماية البنية التحتية تحت الماء. وجاء في البيان المشترك أن عمليات المراقبة ضد السفن المشتبه بها ستُكثف، مع التأكيد على أن أي هجوم على البنية التحتية سيُقابل برد قوي وحازم. وقال روتي: «هذا البيان يشكل رسالة ردع واضحة للشبكات المشتبه بها، مع الالتزام بتكثيف الإجراءات ضد السفن المشبوهة ضمن إطار القانون الدولي». شكوك حول التجسس والتخريب يشتبه بأن السفينة الروسية «إيغل إس» ضمن «الأسطول الخفي» قد تسببت في أضرار بكابلات بحرية بين فنلندا وإستونيا في ديسمبر الماضي. ووفقًا لتقارير، تعتمد روسيا على سفن نفطية قديمة لتسويق نفطها عالميًا، ما يساعدها في تمويل حربها. أوضحت ليزيلوت ليندستروم، مراسلة التلفزيون السويدي في فنلندا، أن هذه السفن قد تكون متورطة في أنشطة تجسس أو مراقبة. كما أضافت أن روسيا تقوم بتشويش إشارات GPS، مما يزيد من مخاطر الحوادث البحرية في بحر البلطيق، محذرة من إمكانية وقوع كارثة بيئية جراء تسرب نفطي. قوة خاصة لحماية بحر البلطيق على خلفية الهجمات التخريبية المشتبه بها، أعلن الناتو عن تشكيل قوة خاصة لتسيير دوريات في بحر البلطيق، بهدف حماية الكابلات البحرية من أي عمليات تخريب مستقبلية. جاء هذا الإعلان خلال اجتماع قادة الناتو في هلسنكي، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس. وأكد الأمين العام للناتو أن الهدف من هذه القوة هو تعزيز الأمن البحري ومنع أي محاولات لزعزعة استقرار المنطقة.