اتهمت محكمتا الاستئناف والمقاطعة رجلاً قام بتنظيم حفلة صاخبة في منطقة غابات Norra Djurgårdsstaden في ستوكهولم بانتهاك قانون النظام العام، حيث تلقت الشرطة في إحدى ليالي سبتمبر/ أيلول من عام 2021، بلاغاً، حول استمرار إقامة الحفلات الصاخبة في الغابات، وقد وجدت الشرطة عندما وصلت إلى مكان الحدث مائة شخص يرقصون على أنغام الموسيقى الصاخبة، وكان هناك الكثير من الأضواء. وتجدر الإشارة إلى أن الزوار لم يكونوا تحت تأثير الكحول بشكل كبير، كما كان هناك نظام جيد بشكل عام في المكان. واتضح أيضاً أن معظم الزوار تلقوا معلومات عن إقامة الحفل عبر فيسبوك. هذا وتمكنت الشرطة من التعرف بسرعة على منظّم الحفل، وهو رجلٌ يبلغ من العمر 42 عاماً، والذي أكّد بدوره أنه ساعد في تنظيم الحفل وأنه كان على علم بانتشاره على فيسبوك.نشر الحبقال الرجل في جلسة الاستماع الرئيسية إن الفكرة كانت، أن يستمر الحفل من الـ 11 مساءً إلى الـ 7 صباحاً. وصرّح إلى جانب بعض المنظمين الآخرين، أنهم قاموا باستئجار آلة دخان وقاموا بتركيب الأضواء، فضلاً عن توجيههم دعوةً للعديد من الفنانين لإحياء الحفل. هذا وأشار الرجل أن الأمر لم يكن عبارة عن إقامة حفلة راقصة، بل حفلة موسيقية تهدف إلى نشر الحب والرقص على أنغام موسيقى الـ psytrance. وصرّح الرجل أنه تم اختيار الموقع لإزعاج السكان في المناطق المحيطة، ولكن بأقل قدر ممكن، حيث أرسل المُنظّمون دعوات عبر البريد الإلكتروني إلى حوالي 400 شخص. كما قام أولئك الذين علموا بالحدث عن طريق فيسبوك، بدعوة أصدقائهم أيضاً. وكان هناك أيضاً مسؤولون يتجولون ويقومون بفحص الأساور التي تم تزويد مرتادي الحفل بها، للتأكد من عدم وجود أشخاص غير مصرّح لهم بالدخول. ووفقًا للرجل، يُعتبر هذا النوع من الحفلات حدثاً خاصاً. حدث عاموفقاً لبيانات المحكمة العليا، تم اعتبار الحفل حدثاً عاماً، على اعتبار أنه يُتيح لأي شخص يفي بالشروط، الدخول. وأشارت محكمة المقاطعة بدورها إلى إعلان إقامة الحفل الذي تم نشره عبر فيسبوك، حيث استخدم حوالي 600 شخص الرابط الذي تم مُشاركته للتسجيل، وقاموا بدعوة أصدقائهم. هذا وأشار التحقيق إلى عدم استخدام قائمة مدعوين أو ما يعادلها للتأكد من أسماء وعدد الحاضرين، وتم السماح لأي شخص يدفع رسوماً بالدخول. من جهتها، كتبت محكمة المقاطعة أنه يُمكن اعتبار هذا الحدث خاصاً نظراً لاستيفاء الكثير من الأشخاص الشروط، والسماح لهم بالمشاركة. إلا أنها، في الوقت نفسه، اعتبرت الحدث بمثابة تجمع عام، الغرض منه هو أداء عمل فني يتضمن عزف أنغام فريدة من نوعها. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز تنظيم التجمعات العامة في مكان عام دون إذن. إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على الحفلات الموسيقية والتجمعات العامة التي يتم تنظيمها لأداء الأعمال الفنية، شريطة أخذ عدد المشاركين المتوقع، والمكان والوقت المحددين للتجمع، إضافة إلى الأجهزة المستخدمة، بعين الاعتبار. فضلاً عن عدم تشكيل التجمعات خطراً على النظام والسلامة، أو إعاقتها لحركة المرور. ووفقاً للتعليق القانوني، لا يتطلب إقامة الأحداث الصغيرة الحصول على إذن لإقامتها. ومع ذلك، يجب أخذ التأثير التخريبي لأي تجمع بالاعتبار، مثل مكبرات الصوت فيه، إضافة إلى وقت ومكان التجمع.هذا وكان الدفاع قد أشار إلى قضية مماثلة تم رفض الادعاء فيها لأن التجمع عُقد دون تشكيله خطراً على النظام والأمن في المنطقة، حيث تجمع حوالي الـ 60 شخص، آنذاك، في أحد المدرجات، وانتهى التجمع بحلول الساعة الـ 9 مساءً. إلا أن الحدث الذي تم تنظيمه مؤخراً، استمر طوال الليل في وسط الغابة، وتم توجيه دعوات لقرابة الـ 600 شخص، حضر الحفل منهم حوالي الـ 280. قابل للتحكيماعتبرت محكمة المقاطعة أن التقييم العام للظروف أدى إلى استنتاجٍ مفاده أن بند الاستثناء الخاص بالتجمعات التي يمكن أن تُقام دون تعريض النظام والأمن للخطر لا ينطبق على هذا الحدث. مشيرةً إلى عدم حصول مُنظّم الحفل على تصريح، فضلاً عن كون الحفل مُتاحاً للجميع. وبهذا تم توجيه تهمة تجاوز النظام العام للرجل، إضافةً إلى دفعه غرامة مالية لمدة 40 يوماً يُقدر مجموعها بنحو 9200 كرونة سويدية. ما دفع الرجل إلى تقديم طلب استئناف لمحكمة الاستئناف التي وافقت بدورها محكمة المقاطعة في التقييم، وأيّدت بالإجماع حكمها المبدئيّ.