يُصادف الثالث من مايو/أيار من كل عام اليوم العالمي لحرية الصحافة، بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 20 ديسمبر/كانون الأول 1993. يُخصص هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم أوضاعها حول العالم، والدفاع عن استقلالية وسائل الإعلام، وكذلك لتكريم ذكرى الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية مهامهم. وفي تقريرها الصادر أمس، أكدت منظمة «مراسلون بلا حدود» أنّ عام 2024 كان «الأصعب على الإطلاق» من حيث مؤشرات حرية الصحافة ومجالات ممارستها في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنّ فلسطين تُعد من أكثر المناطق خطورة ورعباً على الصحفيين، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والحصار المفروض الذي يخنق العمل الإعلامي ويمنع نقل الحقيقة. وفيما يحتفل العالم بحرية الصحافة، يتعرض العديد من الصحفيين حول العالم للاغتيال والقمع بهدف إسكات صوت الحرية. وتُعتبر فلسطين من أبرز هذه المناطق، حيث يواجه الإعلاميون الفلسطينيون في قطاع غزة استهدافاً مباشراً عبر قصف المكاتب والسيارات وتدمير المعدات والبيوت، وحتى الخيام التي يستخدمونها كمقرات مؤقتة للتغطية الإعلامية، ما أدى إلى فقدان أرواحهم وهم ينقلون الحقيقة. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنّ إسرائيل ترتكب «إبادة إعلامية» بحق الصحفيين الفلسطينيين، مشيراً إلى استشهاد 212 صحفياً بينهم مراسلون ومصورون ومحررون يعملون لدى وسائل إعلام محلية ودولية. كما أُصيب 409 صحفيين آخرين، بينهم من بات يعاني إعاقات دائمة، في حين جرى اعتقال 48 صحفياً تعرض عدد منهم للتعذيب والمعاملة المهينة في انتهاك صارخ للقانون الدولي. وبحسب المكتب، تم تدمير 44 منزلاً مملوكاً لصحفيين، فيما استُشهد 21 ناشطاً إعلامياً ينشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي. يُذكر أنّ اليوم العالمي لحرية الصحافة يحمل في كل عام رسائل دعم للصحفيين حول العالم في معركتهم من أجل الحقيقة، فيما تُسلط مأساة الصحافة الفلسطينية الضوء على حجم المخاطر التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع، ومعاناة أولئك الذين يدفعون حياتهم ثمناً لكشف الوقائع ونقل أصوات الضحايا إلى العالم.تحرير : سرين تميم