صرحت الغالبية العظمى المؤلفة من حوالي 330 مركزاً للرعاية الصحية، في دراسة استقصائية أجراها موقع SVT Nyheter، أن العديد من المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية لا يتلقون الرعاية التي يحتاجونها، إذ يتم توجيههم لتلقي الرعاية الأولية عوضاً عن معالجتهم في مراكز الطب النفسي. وفي هذا الصدد، تقول مديرة العمليات في أحد المراكز الصحية في بلدية Kungälv، أنيكا روسكو، إنه يُمكن اعتبار بعض الحالات مسألة حياة أو موت. في حين، ينتقد الطب النفسي الرعاية الأولية لعدم تحمل مسؤوليتها. أجاب مدراء مراكز الرعاية في جميع أنحاء البلاد عن الاستطلاع الذي أجراه موقع SVT Nyheter، وقد خلصت إلى مجموعة من الانتقادات تم توجيهها بشكل مباشر للطب النفسي الذي يرفض، حسب ما ورد، أخذ مسؤولية رعاية هؤلاء المرضى على عاتقه، الأمر الذي أدّى إلى توقف إرسال المرضى النفسيين إلى مراكز الرعاية النفسية. نقص في الموارد والكفاءاتأعرب تسعة من كل عشرة مشاركين في الاستبيان عن الحاجة لتقديم الرعاية النفسية للذين يحتاجونها، وأفاد سبعة من كل عشرة أن تلقي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية يحدث عدة مرات على الأقل في الشهر. في حين صرّح غالبية المشاركين أن الأمر أصبح أكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة. ومن جهتها، قالت مديرة العمليات في أحد المراكز الصحية في مقاطعة Umeå، كاتارينا هيلبيرج، أن المركز الذي تعمل فيه يفتقر للكفاءات والموارد اللازمة لتقديم الرعاية النفسية اللازمة. عواقب وخيمةأفادت العديد من مراكز الرعاية النفسية أنه يتم إهمال المرضى ذوي الحالات المعتدلة على حساب الحالات الأكثر تطلّباً. الأمر الذي قد يترتب عليه عواقب وخيمة تتمثل بطلبات الإجازات المرضية الطويلة، والإدمان، وحتى الانتحار. هذا ويُعزى بقاء المرضى في مستوى الرعاية "الخاطئ" في بعض مراكز الرعاية، إلى فترات الانتظار الطويلة في المراكز. إلا أن جميع مراكز الرعاية النفسية تقريباً تعتقد أن الأمر يرجع إلى رفض الأطباء النفسيين للإحالات الملحّة.انتقاد الطب النفسي للرعاية الأوليةيملك العديد من المديرين التشغيليين في الطب النفسي، الذين يبلغ عددهم 52 مديراً، رأياً مختلفاً تماماً، حيث يزعم سبعة من كل عشرة منهم أنهم لا يرفضون أبداً إحالات المرضى ويعتبرن ذلك جزءاً من مهمتهم. وقد وجّه الكثيرون منهم انتقاداتٍ مباشرة للرعاية الأولية التي يزعمون أنها تقوم بإحالة مرضى لا يحتاجون للرعاية النفسية. من جهتها، رفضت أنيكا روسكو أندرسون الاعتراف بالنقد، مؤكدةً أنها لم تقم بإرسال أية إحالات غير ضرورية خلال فترة عملها كطبيبة لمدة 20 عاماً. ويقول مسؤولون من كلتا وكالتي الرعاية إن اختلاف الرأي حول من يجب أن يُقدم الرعاية يمكن أن يؤدي إلى تدهور حالة العديد من الأشخاص الذين يُعانون من المشاكل النفسية.