تلقت شركة إيكيا السويدية ضربة موجعة بعد تحذيرات واسعة من تأثير سياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أعمالها في السوق الأمريكية. بحسب ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز، عبّر جيسبر برودين، المدير التنفيذي لشركة إنغكا المالكة لغالبية متاجر إيكيا، عن قلقه العميق قائلاً إن الشركات اعتادت أن تكون أكثر سرعة ومرونة مقارنة بالحكومات، لكن التحولات السياسية الأخيرة في الولايات المتحدة غيّرت هذه المعادلة تماماً، ولم يعد هناك فرصة لإيكيا كي تعدّل استراتيجيتها وخططها الطويلة المدى، التي تمتد عادة لعشر سنوات، لتواكب هذا الواقع الجديد. وبحسب الخبراء، فقد ضربت التحولات السياسية الحادة في الولايات المتحدة ثقة المستهلكين وسلاسل الإمداد، فيما يزيد تهديد الرسوم الجمركية العقابية من حالة عدم اليقين طويلة الأمد. وعلى الرغم من أن ترامب علّق فرض بعض الرسوم مؤقتاً، فإن تهديده المستمر بإقرار رسوم جديدة يجعل عمل الشركات الأوروبية في السوق الأمريكية محفوفاً بالمخاطر. كارين هامار، مديرة غرف التجارة السويدية الأمريكية، أوضحت في تصريحات لصحيفة «تيدنينغ نارينغسليفيت» أن العديد من الشركات السويدية تشعر بالقلق بشأن الخطوات المقبلة للإدارة الأمريكية. لكنها في الوقت ذاته أشارت إلى أن كثيراً من هذه الشركات باتت مهيأة بشكل جيد، إذ عمدت إلى تعزيز إنتاجها المحلي داخل الولايات المتحدة، أو إلى تعديل استراتيجيات الاستيراد. وقالت هامار إن عدداً من الشركات استبق الأحداث نهاية العام الماضي عبر استيراد كميات ضخمة من المكونات الأساسية اللازمة للإنتاج في 2025، فيما قامت أخرى بتحويل خطوط استيرادها من دول تواجه رسوماً مرتفعة مثل الصين وفيتنام إلى دول تحظى برسوم منخفضة مثل تايوان وكوريا الجنوبية والهند. اللافت، وفقاً لهامار، أن بعض الشركات فضّلت وقف توزيع المكافآت على موظفيها هذا العام، واختارت بدلاً من ذلك توجيه الأموال إلى عمليات استيراد مبكرة لتأمين مخزون كافٍ للعام المقبل، في إشارة واضحة إلى حجم التأثيرات التي تُخلفها هذه السياسات التجارية.