شهد سوق العمل في السويد عامًا مضطربًا في 2024، حيث ارتفعت معدلات البطالة بشكل ملحوظ، في حين تراجعت طلبات التوظيف بشكل حاد. وفقًا لبيانات جديدة صادرة عن منصة "Jobbland"، انخفض عدد إعلانات الوظائف بنسبة 31% مقارنة بعام 2023. على الرغم من أن البنك المركزي السويدي قرر خفض أسعار الفائدة عدة مرات منذ مايو لدعم الاقتصاد، إلا أن هذه الإجراءات لم تؤتِ ثمارها بعد على سوق العمل. ويُظهر تحليل أجرته منصة "Jobbland"، التي تتصدر قائمة مواقع التوظيف في السويد، انخفاضًا حادًا في عدد الوظائف المتاحة خلال 2024، حيث نُشرت حوالي مليون إعلان وظيفي، أي أقل بنصف مليون إعلان مقارنة بالعام السابق. تراجعت أعداد الوظائف المعلنة في جميع مقاطعات السويد. وواجهت مقاطعة "بليكينغه" أكبر انخفاض بنسبة تجاوزت 50%، في حين كانت "نوربوتن" (-15.4%) و"دالارنا" (-24.1%) الأقل تضررًا. تأثر قطاع الصحة والرعاية بشكل كبير، حيث انخفضت فرص التوظيف بنسبة 44%. كما شهدت قطاعات المبيعات والتجارة والموارد البشرية انخفاضًا حادًا بنسبة تقارب 37%. في ديسمبر 2024، انخفضت إعلانات الوظائف بنسبة 11% مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، وهو انخفاض أقل من متوسط التراجع السنوي. وواجهت قطاعات التصميم والفنون والثقافة أكبر انخفاض خلال الشهر بنسبة (-34.7%)، تليها قطاعات المبيعات والتجارة (-26.7%). رؤية للمستقبل قالت "أنيتا راي"، رئيسة قسم سوق العمل في "Jobbland": «عند بدء خفض أسعار الفائدة، توقع الكثيرون تحسنًا في سوق العمل، لكن المؤشرات الإيجابية لم تظهر بعد. التراجع المستمر في الطلب على الوظائف يجعل المنافسة على الفرص المتاحة أشد ضراوة». وأضافت راي: «نأمل أن تحفز التخفيضات المقبلة لأسعار الفائدة الثقة في قطاع الأعمال وتعيد إطلاق عمليات التوظيف. في ظل هذا الوضع، يجب على الباحثين عن العمل توسيع مهاراتهم، والمثابرة في البحث، واستغلال شبكاتهم الاجتماعية لتحقيق فرص جديدة».