سجلت أسعار البنزين في السويد انخفاضًا ملحوظًا، حيث هبطت إلى أقل من 16 كرونة للتر في العديد من محطات الوقود، وهو أدنى مستوى تصل إليه الأسعار منذ أربع سنوات. ويتوقع خبراء أن يستمر هذا الاتجاه النزولي خلال الفترة القادمة. أرخص من الحليب! وصل متوسط سعر لتر البنزين حاليًا إلى 15.59 كرونة في معظم محطات الوقود، بينما سجلت بعض المحطات أسعارًا أقل، مثل محطة Ingo في مدينة لاندسكرونا، حيث بلغ السعر 14.83 كرونة للتر، وفقًا لمنصة bensinpriser.nu. يعود الانخفاض في أسعار الوقود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها تراجع قيمة الدولار الأمريكي وانخفاض أسعار النفط العالمية نتيجة ضعف الطلب. كما لعبت زيادة إنتاج النفط من قبل الولايات المتحدة ودول منظمة أوبك دورًا أساسيًا في خلق فائض في المعروض بالسوق العالمية، مما أدى إلى هبوط الأسعار. ويوضح كريستيان كوبفر، محلل السلع في بنك Handelsbanken، أن الولايات المتحدة وصلت إلى مستويات قياسية في إنتاج النفط، حيث جاءت أحدث البيانات لتؤكد ارتفاعًا أكبر من المتوقع في الإنتاج الأمريكي. وأضاف: "من جهة أخرى، تسعى أوبك بقيادة السعودية إلى زيادة الإنتاج، مما يضغط على الأسعار نحو الانخفاض". الدولار يتراجع.. والبنزين قد ينخفض أكثر حاليًا، يبلغ سعر الدولار الأمريكي 10.09 كرونة، وسط توقعات بأن ينخفض إلى أقل من 10 كرونات خلال الأيام المقبلة، حيث يتخلى المستثمرون عن الأصول الأمريكية لصالح الأسواق الأوروبية. ويرى محللون أن هذا الاتجاه قد يسهم في مزيد من الانخفاض في أسعار الوقود، حيث يقول كريستيان كوبفر: "نتوقع أن تستمر الكرونة في التعافي، مما قد يؤدي إلى انخفاض إضافي في أسعار البنزين". كما أشار إلى أن الانتعاش الاقتصادي لم يبدأ بعد بشكل قوي، مما يعني أن الطلب على النفط لا يزال ضعيفًا، في حين أن الإنتاج العالمي قد يرتفع أكثر. هل يستمر انخفاض الأسعار؟ رغم هذا التراجع، يبقى مستقبل الأسعار مرتبطًا بعوامل عدة، من أبرزها تطورات الأسواق المالية العالمية، واستمرار الإنتاج المرتفع للنفط، واستقرار سعر الصرف. وفي ظل هذه المعطيات، يرى المحللون أن هناك فرصة حقيقية لمزيد من الانخفاض في أسعار الوقود خلال الفترة المقبلة، لكن تبقى التقلبات في الأسواق عاملاً قد يغير هذا الاتجاه في أي لحظة.