انخفاض معدلات الطلاق في السويد والسبب!!

كشفت البيانات الأخيرة الصادرة عن هيئة الإحصاء السويدية (SCB) عن انخفاض ملحوظ في عدد حالات الطلاق في السويد، وذلك بسبب الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها الأسر، مما يدفع الأزواج للتمسك بعلاقاتهم أكثر.

في تعليقها على ذلك، تقول سانني أندرشون، الخبيرة القانونية المتخصصة في قضايا الأسرة والطفولة: "تأجيل الانفصال هو حل مؤقت، لكن عند وقوعه، غالباً ما يرافقه نزاعات أطول وأعقد"، مشيرة إلى التحديات التي قد تواجهها الأسر والأطفال بشكل خاص في حالة الانفصال وصولاً إلى الطلاق.

من جهته، يسلط جلين ساندستروم، الأستاذ المشارك بجامعة أوميو، الضوء على تأثير الأوضاع الاقتصادية على نسب الطلاق، موضحاً أن "الظروف الاقتصادية المواتية تعزز الاستقلالية الشخصية وتقلل الاعتماد المتبادل بين الأزواج، وذلك بدوره يسهل اتخاذ قرار الطلاق.

ويضيف أن الأوقات الاقتصادية العصيبة، كالتي تبعت الحرب في أوكرانيا وجائحة كورونا، ترفع من تعقيدات وتكاليف الانفصال، مما يدفع العديد من الأزواج إلى الإبقاء على علاقاتهم.

ويُثير الخبراء أيضاً مخاوف بشأن تأثير هذه الظروف على الأطفال، حيث يمكن أن تؤدي الصراعات المطولة بين الوالدين إلى تأثيرات سلبية على رفاهيتهم النفسية والعاطفية. لذا تؤكد أندرشون على ضرورة التوصل إلى حلول وسط لتقليل تأثير هذه النزاعات على الأطفال.

وفي تحليله للمستقبل، لا يستبعد ساندستروم احتمال حدوث زيادة مفاجئة في معدلات الطلاق عندما تتحسن الظروف الاقتصادية، فقد تتحرر العلاقات المكبوتة بشكل مفاجئ، على حد قوله.

لكن ما هي العوامل المؤثرة في حالات الطلاق؟

تشير هيئة الإحصاء إلى وجود عدة عوامل تؤثر على اتخاذ قرار الطلاق، أهمها:

• انخفاض معدل الزواج: لوحظ انخفاض في عدد الزيجات منذ عام 2012. وتشير الدراسات إلى أن فترة إمكانية وقوع الطلاق تتراوح ما بين ثلاثة واثني عشر عاماً بعد بدء الزواج.
• الأبناء: وجود أطفال مشتركين بين الزوجين يزيد من فرص استمرار العلاقة الزوجية ويقلل من احتمالية الانفصال.
• عدم الاستقرار العالمي: في الأوقات التي تشهد عدم استقرار على المستوى العالمي، يميل الأفراد إلى تقليل استعدادهم للمخاطرة، ما يشمل قرارات الانفصال أو الطلاق.
• سوق العقارات: تؤثر حالة سوق العقارات بشكل مباشر على قرارات الأزواج، حيث يؤدي تحدي العثور على سكن بديل أو المخاطر المالية المترتبة على بيع المسكن المشترك إلى زيادة الرغبة في الحفاظ على العلاقة الزوجية.