سجّلت الأسواق المالية حول العالم خسائر حادة مع تصاعد التداعيات الناتجة عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقد شهدت بورصة هونغ كونغ أسوأ يوم تداول لها منذ 28 عاماً، في حين واصلت البورصات الأوروبية الهبوط مع افتتاح التداولات. وانهارت الأسواق الآسيوية صباح اليوم الإثنين، إذ تراجع مؤشر "هانغ سينغ" في بورصة هونغ كونغ بنسبة 10 بالمئة، بينما هبط مؤشر "نيكي 225" في بورصة طوكيو بأكثر من 7 بالمئة، بحسب ما أفادت به صحيفة E24 النرويجية. وفي الولايات المتحدة، أظهرت العقود الآجلة مؤشرات إضافية على التراجع، حيث انخفضت عقود مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 5.97 بالمئة، و"ناسداك" بنسبة 5.82 بالمئة، و"داو جونز" بنسبة 5.5 بالمئة. هبوط جديد في بورصة ستوكهولم تراجعت بورصة ستوكهولم صباح الإثنين بنسبة 3 بالمئة، حيث افتتح المؤشر العام على انخفاض بلغ 2.9 بالمئة، قبل أن يتجاوز الهبوط 7 بالمئة بعد دقائق فقط من بدء التداول. وكانت البورصة السويدية قد شهدت في الأسبوع الماضي تراجعاً بنسبة 9.1 بالمئة عقب إعلان واشنطن فرض رسوم جمركية جديدة. علّقت أنيكا وينسته، كبيرة الاقتصاديين في بنك نورديا، على الوضع قائلة إن من الصعب التنبؤ بمستقبل الأسواق في ظل هذا التوتر. وأشارت إلى أن مدى استمرار الرسوم الجمركية وإمكانية التوصل إلى مفاوضات هما العاملان الأساسيان اللذان سيحددان مدى تعقيد الأزمة. اقرأ أيضاً: بورصة ستوكهولم تنهار… وزيرة المالية السويدية تطمئن: «سنتجاوز هذه الأزمة» وأضافت: «من المرجح أن تكون الأيام والأسابيع المقبلة مليئة بالتقلبات. من الصعب تقدير مدى السوء الذي قد تصل إليه الأمور، فكل شيء يتوقف على خطوات الإدارة الأمريكية ومدى استمرارية الرسوم». وأكدت وينسته أن تراجع قيمة الدولار، نتيجة للاضطرابات الحالية، قد يؤثر سلباً على مدخرات السويديين، لا سيما أن جزءاً كبيراً منها، كالمعاشات وصناديق الاستثمار، يرتبط بالسوق الأمريكية. وقالت: «نتيجة الأداء الجيد للأسواق الأمريكية سابقاً، استثمر كثير من السويديين فيها، لكن الآن نشهد التأثير العكسي». ونصحت وينسته المستثمرين بـ«التفكير على المدى الطويل، وضرورة توفر هامش أمان لمواجهة أي اضطرابات اقتصادية قادمة»، مضيفة: «حتى لو ظهرت بوادر استقرار، فإن الضرر الذي سبّبته إدارة ترامب قد وقع بالفعل». اجتماع أزمة في الاتحاد الأوروبي من جهتها، أعلنت الحكومة السويدية أن وزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية، بنيامين دوسا، سيتوجه اليوم إلى لوكسمبورغ للمشاركة في اجتماع أزمة لوزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي، وذلك على خلفية تداعيات الرسوم الأمريكية. وقال الوزير في بيان: «الحكومة السويدية تأسف بشدة لقرار فرض الرسوم، الذي يضر بالتجارة العابرة للأطلسي وسلاسل التوريد». وأكد دعم الحكومة للاتحاد الأوروبي في السعي للتفاوض من أجل حل مناسب واتخاذ إجراءات مضادة محسوبة، دون الإضرار بالمصالح السويدية. وأضاف دوسا: «نحن بحاجة إلى موقف أوروبي موحد، كما ينبغي تسريع توقيع اتفاقيات تجارة حرة جديدة لتعزيز التعاون التجاري».