نجح باحثون من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد في تطوير طريقة جديدة تقلّل من كمية الزئبق في أسماك التونة، ما يُمكّن المستهلكين من تناولها بمعدلات أعلى دون تجاوز الحدود الصحية الموصى بها. وتُعرف التونة بأنها غنية بالعناصر الغذائية المفيدة، لكنها تحتوي أيضاً على الزئبق، وهو من أخطر الملوثات البيئية، ما يدفع هيئة الغذاء السويدية إلى التوصية بتقليل استهلاكها، خصوصاً من قبل النساء الحوامل والأطفال. لكن وفقاً للباحث مهدي عبد الله، الأستاذ المشارك في علوم الأغذية بجامعة تشالمرز، فإن الطريقة الجديدة قد تُحدث فرقاً كبيراً في قدرة الناس على تناول الأسماك بشكل أكثر أماناً. وقال عبد الله: «هناك توصيات كثيرة حول تقليل الاستهلاك في فئات عمرية معينة أو ظروف خاصة مثل الحمل، لكن ذلك يعني التنازل عن مصدر غذائي مهم. هذه الطريقة تتيح إمكانية تناول كمية أكبر من الأسماك». كيف تعمل الطريقة؟ تعتمد التقنية الجديدة على إضافة الحمض الأميني "سيستئين" إلى الماء الذي تُغمر فيه التونة. يقوم السيستئين بسحب الزئبق من أنسجة التونة وربطه به، بحيث يُزال لاحقاً مع الماء عند التخلص منه. وتمكّن الباحثون من إزالة نحو 35% من الزئبق الموجود في التونة، ويأملون الآن أن تُثير هذه الطريقة اهتمام قطاع تصنيع الأسماك. وأوضح عبد اللهي: «لا تتطلب هذه التقنية تغييرات كبيرة في سلسلة إنتاج التونة، ولا تحتاج إلى عملية تصنيع إضافية معقدة. إنها فقط تعديل بسيط في خط الإنتاج، ومن السهل تطبيقه». الاختبار على نطاق صناعي ما زال مطلوباً ورغم أن النتائج مشجعة، إلا أن الباحثين يؤكدون ضرورة اختبار الطريقة على نطاق صناعي واسع قبل اعتمادها تجارياً. وفي الوقت نفسه، تُشير هيئة الغذاء السويدية إلى أن تناول التونة لا يزال آمناً، ما دام المستهلكون يلتزمون بالكميات الموصى بها. وقالت الهيئة: «إذا تم اتباع التوصيات، فإن كميات الزئبق التي يحصل عليها الجسم لا تشكّل خطراً كبيراً. ومع ذلك، من المفيد دائماً تقليل تناول الأسماك التي تحتوي على تركّزات عالية من الزئبق، مثل التونة، لأن التعرّض للملوّثات البيئية ليس أمراً جيداً على الإطلاق».