في قلب أوروبا الشمالية، تبرز المملكة السويدية كواحدة من أعرق الممالك التي حافظت على تقاليدها وأصالتها عبر العصور. وعندما نتحدث عن هذه التقاليد، يأتي في مقدمتها الملك كارل جوستاف Carl Gustaf، الذي لم يكن فقط ملكاً بالاسم، ولكنه أضحى جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للشعب السويدي. وبمرور خمسين عاماً على توليه للعرش، احتفلت السويد يوم السبت 16 سبتمبر (أيلول) بإحدى أكبر وأروع المناسبات التي تعكس مدى احترام وحب الشعب السويدي لملكهم.Foto: Janerik Henriksson/TTاستعرض الاحتفال كل ما يُمثله الملك في نظر شعبه: الكرامة، الثقة، والتفرد، حيث انطلق الملك وبجانبه الملكة سيلفيا Silvia في موكب فاخر وسط العاصمة ستوكهولم، مما أتاح للآلاف من المواطنين فرصة الاحتفاء بملكهم والتعبير عن تقديرهم.لكن، ما يُميز هذا الاحتفال بشكل خاص هو المشهد الرائع الذي امتزجت فيه العناصر التقليدية والحديثة. فمن خلال استخدام العربات التي تُجرها الخيول، والسيارات الفاخرة، وحتى القارب الملكي، تم تجسيد تاريخ مملكة السويد ورمزيتها الحالية في عالم معاصر.Foto: Janerik Henriksson/TTوشهد الحفل الختامي، الذي أُقيم على جسر نوربرو Norrbro الشهير، لحظات فريدة ومؤثرة، حيث شارك فيه بعض أشهر الفنانين السويديين من بينهم المغنية السويدية ذات الأصول المغربية الأمازيغية لورين Loreen الحائزة على لقب مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" لعام 2023، بالإضافة إلى الفنان ماغنوس أغلاس Magnus Uggla، الذي أدى أغنيته الشهيرة "ملك ليوم واحد Kung för en dag"، التي أُطلقت في عام 1997. كما أن الملك فاجأ الجميع بمشاركته في الغناء، بعدها ختم الحفل بخطاب ملهم توجه به للفنانين والجمهور المتجمع، مؤكداً على الصلة القوية التي تربطه بشعبه.والجدير بالذكر أن هذه الاحتفالات تأتي في ظل التزام الملك الدائم بالقضايا الوطنية والدولية. فقد استطاع خلال فترة حكمه أن يُظهر للعالم صورة مشرفة وإيجابية للسويد. كما أنه يُعتبر داعماً قوياً للمساواة وحقوق الإنسان والاستدامة البيئية.Foto: Janerik Henriksson/TTفي الختام، تجسد احتفالات نصف قرن من حكم الملك كارل السادس عشر جوستاف للعرش، ليس فقط احترام الشعب السويدي لملكهم، ولكن أيضاً الدور المميز الذي يلعبه الملك في تعزيز الوحدة والتقدم داخل المملكة وعلى الساحة الدولية.[READ_MORE]