سياسة

برلمانية سويدية من أصل إيراني: أنا السبب في معارضة تركيا انضمام السويد للناتو!

Aa

برلمانية سويدية من أصل إيراني: أنا السبب في معارضة تركيا انضمام السويد للناتو!

برلمانية سويدية من أصل إيراني: أنا السبب في معارضة تركيا انضمام السويد للناتو!

"أكتر" في العمق...صرّحت النائبة البرلمانية المستقلة، التي كانت يوماً جزءاً من حزب اليسار قبل أن يتمّ فصلها: أمينة كاكابافيه، بأنّ الرئيس التركي إردوغان كان يقصدها عند الحديث عن وجود «إرهابيين» في السويد ولهذا يمانع عضويّة السويد في الناتو. لكن هل حقاً هذا هو السبب، وما هي علاقة الحكومة السويدية بالتنظيمات السياسية الكردية؟ وأين موقع روسيا والولايات المتحدة ممّا يجري؟

Erik Simander/TT

في العمق: ما السبب الحقيقي لمعارضة تركيا انضمام السويد للناتو؟

صرّحت النائبة السويدية ذات الأصل الكردي-الإيراني أمينة كاكابافيه لـSvD بأنّها من يشير أردوغان إليها بالإرهابيين، وقالت بأنّ إردوغان «يكره كلّ من يقف من أجل حقوق الإنسان». كما قالت بعد ذلك بأنّها ستمتنع عن التصويت للحزب الاشتراكي الديمقراطي إن لم يلتزم بالاتفاق الذي توصّل إليه معها في الخريف الماضي، وتمتنع عن منحهم صوتها لموازنة الربيع. وكان عدم رضاها منصباً بشكل رئيسي على معاملة أعضاء حركة YPG الكرديّة، والمتعاطفين معها في السويد.

لكن هناك من يرى بأنّ النائبة الكردية ليست بحدّ ذاتها المشكلة، ويحاول تفسير الأمر بدعم الحكومة السويدية للحركات الكردية في تركيا وسورية، وعلى رأسها «حزب العمّال الكردستاني PKK» الذي تصنفه السويد نفسها كحزب إرهابي.

Markus Schreiber

الدعم السخي للتنظيم الكردي

شرح الصحفي والمحلل السياسي التركي محمد جانبيكلي على تويتر رأيه في رفض تركيا لعضوية السويد للناتو. يمكننا إجمال رأيه في التالي:

«السويد تدعم تنظيم حزب العمال الكردستاني بالملايين سنوياً بسبب تأثير لوبي حزب العمّال على الحكومة السويدية من خلال تأمين أصوات انتخابية هامّة. لأمينة كاكابافيه دور مهمّ في هذا التأثير، خاصة أنّها كانت جندية سابقة في التنظيم، وتملك جمعية نسوية ذات تأثير كبير. يظهر تأثير البرلمانية في كونها رجحت انتخاب اندرسون لمنصب رئيسة وزراء السويد بفارق صوت واحد، ولكن الأهم أنّ البرلمانية تلعب دور حلقة الوصل بين الحكومة السويدية والتنظيم...».

ووفقاً لجانبيكلي، تعود العلاقات الطيبة بين الحكومة السويدية والتنظيم الكردي إلى ما بعد اغتيال رئيس الوزراء السويدي الشهير أولوف بالمه، الذي عُرف عنه مناهضته لسياسات الولايات المتحدة والناتو. ويذهب جانبيكلي إلى القول بأنّ التنظيم الكردي هو المسؤول عن مقتل أولوف بالمه بسبب اتخاذه قراراً بترحيل ٨ من قادة التنظيم من السويد.

Stina Stjernkvist/SvD/TT

الخوف من التنازلات...

رغم أنّ السويد كانت الدولة الثانية التي تعتبر تنظيم حزب العمّال الكردستاني منظمة إرهابية في عام ١٩٨٤، فقد فتحت السويد ذراعيها لاستقبال أكثر من ١٠٠ ألف لاجئ كردي، ناهيك عن كون حكومتها على اتصال مع بعض التنظيمات السياسية الكردية في تركيا وسورية (أمثال YPG)، وعن موقفها المؤيد لحقّ الأكراد في تقرير المصير.

يبدو أنّ لهذا التحليل لسبب رفض تركيا انضمام السويد للناتو شعبية، خاصة أنّ السويد وفنلندا قد رفضتا ٣٣ طلب من تركيا لتسليمها أشخاصاً مطلوبين ينتمون لحزب العمّال الكردستاني، وكذلك لحركة غولن الإسلاميّة.

يبدو هذا السياق هاماً أيضاً في مخاوف مؤيدي الأكراد في السويد من تقديم الحكومة تنازلات لتركيا من أجل ضمان موافقتها على انضمام السويد للناتو. قالت النائبة البرلمانية السويدية كردية الأصل من الحزب الليبرالي غولان أوفتشي: «آمل ألّا يوافق الاشتراكيون الديمقراطيون على أيّ تنازلات... إنّ وصف إردوغان للمقاتلين الأكراد بالإرهابيين، يشبه تسمية بوتين للأوكرانيين بالنازيين الجدد».

ويبدو الانزعاج أيضاً لدى النائبة أمينة كاكابافيه التي اتهمت وزيرة الخارجية السويدية بأنّها جبانة لاعتبار الأمر مع إردوغان سوء فهم. يمكن فهم هذا الانزعاج من حقيقة أنّ كاكابافيه سمحت لحكومة ستيفان لوفين بالبقاء الصيف الماضي، وكذلك فعلت مع ماغدالينا أندرسون في نوفمبر/تشرين الماضي، وذلك لقاء دعم الحكومة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني PYD الذي ينظم الأكراد في سورية.

بدوره المرشّح لحزب الوسط - السويدي من أصل سوري-كردي: يوسف حسين، قال "لأكتر" عند سؤاله عن الموضوع، بأنّ تركيا تستغل اللحظات الأخيرة دوماً، كما فعلت عند ابتزاز الأوروبيين في مسألة اللاجئين. ولهذا يرى بأنّ على الحكومة ألّا تساوم الحكومة التركية، وأن تعتمد على ضغط الأوروبيين والولايات المتحدة على تركيا كي توافق على انضمام السويد للناتو.

Fredrik Sandberg/TT - Stockholm

أهمّ من حقوق الإنسان

وفقاً للكاتب المعتاد لدى أكتر، عروة درويش، فالأمر أكبر من حقوق إنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو مرتبط بقضايا ذات بعد استراتيجي أكبر. يرى عروة بأنّ هناك بعداً مباشرة تريد تركيا المساومة عليه مع السويد وفنلندا، يتمثّل في رفع حظر تصدير الأسلحة إلى تركيا، الذي تمّ فرضه في أواخر ٢٠١٩.

يضيف عروة بأنّ للأمر بعداً جيواستراتيجياً أكثر تعقيداً: «السويد – مثل بقيّة الدول الأوروبية الغربية – ترى في الأكراد الذين تدعمهم ورقة ضغط على تركيا. تفيد ورقة الضغط هذه في المساومة على قضايا مثل الصراع التركي-اليوناني على قبرص والجزر الأخرى، والمنافسة الأوروبية-التركية في ليبيا، وغيرها من القضايا».

لكن يقول عروة بأنّ الأمر الأكثر أهميّة – ومتوسط المدى إلى حدّ ما: هو الموقف التركي من الصراع في أوكرانيا والعلاقات مع الروس. رفض الأتراك فرض عقوبات على روسيا لأنّهم بحسب عروة: «يعيدون التموضع استراتيجياً بعيداً عن حلفائهم التاريخيين، والمغريات لذلك كثيرة منها خطّ أنابيب الغاز الروسي الذي يصل إلى تركيا، والمقرر عبوره من تركيا إلى أوروبا، ومنها أيضاً أنّ تركيا هي إحدى الدول الصاعدة صناعياً والتي سيهمها الحصول على الموارد من روسيا، والشراكة مع الصين وغيرها من الدول المنافسة للمعسكر الغربي».

Yasin Bulbul

ما الذي سيحدث؟

هل ستتحقق مخاوف كاكابافيه وأوفتشي وحسين من تقديم الحكومة السويدية لتنازلات للحكومة التركيّة؟ يرى المحللان نيكلاس رولاندر وأوت أوميلاس أنّ أيّ تحركات تقوم بها الحكومة السويدية في محاولة مساومة نظيرتها التركية ستؤدي إلى نقص شعبيتها بين الناخبين. لهذا يرى بأنّ أندرسون ستقاوم خيار إغراقها في أيّ مفاوضات تدور حول تسليم المطلوبين من تركيا، أو رفع حظر توريد الأسلحة.

يرى المحللان بأنّ السويد ستلجأ عوضاً عن ذلك إلى الطلب من حلفائها أن يضغطوا على تركيا للسماح بانضمام السويد للناتو.

اقرأ أيضاً في "أكتر":

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - سياسة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©