منوعات
بسبب خطأ بين الأستاذ وتلميذه.. ربحت اللوحة 189 مليون كرون
Aa
Foto: Sotheby’s
تُظهر رحلة لوحة "تكريم الملوك" كيف يمكن أن تكون القيمة الحقيقية للأعمال الفنية مرتبطة فقط باسم من رسمها، وليس لجمالها أو لحسن صنعتها. في بادئ الأمر، كانت هذه اللوحة مقدرة بقيمة متواضعة تبلغ حوالي 110 آلاف كرون (10 آلاف دولار)، لكن بعد اكتشاف بأنّ توقيع الفنان الشهير رامبرانت عليها أصلي، ارتفعت قيمتها بشكل غير متوقع إلى قرابة 200 مليون كرون (18 مليون دولار).
قيمة الأعمال الفنية المالية مرتبطة بالرسام وشهرته ورغبة أصحاب المال باقتناء هذا الاسم والتفاخر به، وليس بالعمل بأي شكل من الأشكال، وهذا ما تثبته لوحة The Adoration of the Kings.
من أين جاءت اللوحة
تبدأ رحلتنا في عام 1955، حينما اكتشف الجامع الفني J.C.H. Heldring هذه اللوحة في أمستردام. بعد مرور ثلاثين عاماً، بيعت اللوحة لعائلة ألمانية عبر زوجة Heldring، وظلت معهم حتى قررت دار مزادات كريستي في أمستردام بيعها قبل عامين.
أشارت كريستي أن اللوحة تعود إلى "دائرة رامبرانت"، مما يدل على أنّ أحد تلامذة رامبرانت، وبالتالي قدّر ثمن اللوحة بحوالي 10 آلاف دولار فقط.
لكن الأمور تغيرت جذرياً عندما اقتنتها دار سوذبي Sotheby للمزادات عبر مشتري مجهول، وبدأت في مشروع بحث استمر 18 شهراً لتحديد القيمة الحقيقية للوحة. شمل البحث استخدام الأشعة السينية ومناقشات مكثفة مع باحثين متخصصين في أعمال رامبرانت.
صفقة تستحق الجهد
بعد جهد طويل، كشفت الأبحاث أن اللوحة عمل فني أصيل لرامبرانت Rembrandt نفسه! ليثمر هذا الجهد مالاً كثيراً، حيث ارتفعت قيمتها بشكل غير متوقع إلى حوالي 200 مليون كرون.
يعتقد دار سوذبي أنّ رامبرانت رسم هذه اللوحة مبكراً في مسيرته الفنية حوالي عام 1628، عندما كان في الثانية والعشرين من عمره ومقيماً في مدينة لايدن الهولندية.
يقول جورج غوردون George Gordon من دار سوذبي: "إنها فرصة نادرة تسمح لنا بفهم أعمال رامبرانت في هذه الفترة الحاسمة من مسيرته، حيث كان يظهر طموحاً كبيراً وتطوراً سريعاً كفنان".
قد يكون ثمنها أعلى
من المقرر أن تُعرض اللوحة في مزاد علني بدار سوذبي في لندن في السادس من ديسمبر القادم، في انتظار محبي الفن وجامعيه لرؤيتها وربما اقتنائها، حيث يمكن أن تُباع بثمن يتجاوز 200 مليون كرون.
تجعلنا قصة لوحة "تكريم الملوك" نتذكر دائماً كيف يمكن أن تظل التحف الفنية مخفية لسنين طويلة، قبل أن تجد طريقها إلى النور. لكن يجعلني هذا أتسائل عن أمرين: الأول: لو أنّ أحد تلاميذ رامبرانت هو الذي رسمها، فلماذا لا أحد يريد دفع ثمنها على هذا النحو؟
وربّما الأمر الثاني هو الأهم، لماذا لم تتمكن لا العائلة الألمانية، ولا دار كريستي من معرفة قيمتها المالية؟ لو كنتُ مكانهم، لحزنت كثيراً وأنا استمع إلى فرق "السعر"