منوعات

"بعد أن أعاد اللاجئون الحياة إليها" بلدة رياتشي تصبح رمزاً للتعايش والاندماج

"بعد أن أعاد اللاجئون الحياة إليها" بلدة رياتشي تصبح رمزاً للتعايش والاندماج image

راما ملوك

أخر تحديث

Aa

بلدة رياتشي

Foto : ANSA / Enrico Mattia Del Punta/NurPhoto via Getty Images -بلدة رياتشي

انتقلت العديد من الأجيال بحثاً عن فرص أفضل إلى بلدة رياتشي Riace الريفية في جنوب إيطاليا حيث تحوّلت البلدة من مدينة أشباح، بعد أن هجرها سكانها لنقص الوظائف، إلى قصة نجاح إيطالية فريدة على المستوى العالمي.

ما هي حكاية بلدة رياتشي الصغيرة؟

بدأ كل شيء عام 1998 عندما وصل مئات اللاجئين من كردستان إلى ميناء رياتشي عبر البحر، فقرر عمدة بلدية رياتشي دومينيكو لوتشانو Domenico Luciano مساعدتهم بإعطائهم منازل هجرها أصحابها، وبذلك تحوّلت بلدة رياتشي من مدينة مهجورة إلى قصة عالمية توضّح مدى النجاح الذي من الممكن تحقيقه عندما يتحالف مسؤولو المنطقة مع أناس أوضاعهم سيئة وقد فرّوا من أوطانهم.

في ضوء ذلك تصدّرت بلدة رياتشي عناوين الصحف عندما تم وضع دومينيكو لوتشانو تحت الإقامة الجبرية بتهمة "المساعدة في الهجرة غير الشرعية واستغلال المنصب"، بعدما اعتبروا مساعيه في دمج اللاجئين "حافزاً لجلب المزيد من اللاجئين" لإيطاليا، بحسب مجلة Info Migration لحقوق ومبادرات اللاجئين.

الجدير بالذكر أن دومينيكو لوتشانو اختارته مجلة فوربس عام 2016 كواحد من أكثر 50 شخصاً نفوذاً في العالم، فعلى يديه لم تعد بلدة رياتشي معروفة فقط بكونها البلدة البرونزية التي يبلغ عمرها 2500 عام، وتضم تمثالين لمحاربين يونانيين يُعدان أحد أعظم الكنوز الأثرية في إيطاليا، بل باتت تُعرف أيضاً باسم المكان الذي نجح في تحقيق الاندماج الاجتماعي في أبهى صوره.

Foto : عربي بوست - الهجرة الغير شرعية

تحوّل رياتشي من بلدة أشباح إلى بلدة مفعمة بالحياة

شهد المجتمع الريفي الساحلي لبلدة رياتشي انخفاضاً في عدد سكانه من 2500 إلى 400 منذ التسعينيات، بسبب انتقال الناس إلى الأجزاء الشمالية من البلاد والتوجه للعاصمة روما بحثاً عن فرص عمل أفضل ومستوى معيشي أعلى، ولكن عندما بدأ اللاجئون في التدفق، أطلق عمدة بلدية رياتشي دومينيكو لوتشانو مشروع "الترحيب باللاجئين"، لإنقاذ البلدة من الموت.

تقارير الصحف حول تحول بلدية رياتشي

1- بحسب مجلة Euronews يقول لوتشانو تعليقاً على هذا، إن استقبال اللاجئين سمح للقرية بالحفاظ على الخدمات العامة الأساسية مثل المدارس، وكذلك المحلات التجارية والشركات التي اختفت فعلياً.

2- بحسب تقرير صحيفة Guardian البريطانية، عملت إدارة البلدية على دمج اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، وتمويل الأنشطة الصغيرة، وإنشاء المتاجر والمخابز وتوسيع مجالات الحرف والأعمال اليدوية.

3- نقلاً عن موقع Alarabiya الإخباري، اعتبر لوتشانو أن الحكومة يجب أن تعمل على تعزيز توطين اللاجئين في مجتمعات إيطاليا الصغيرة، معتبراً أن هذه السياسة "منطقية أكثر من الناحية الاقتصادية من إيواء هؤلاء الأشخاص في مخيّمات اللاجئين".

منذ ذلك الحين، تضاعف عدد سكان بلدية رياتشي بأكثر من 3 أضعاف وصولاً إلى 2800 نسمة وفقاً لمسح أجري عام 2015، من بينهم نحو 500 مهاجر من أكثر من 20 جنسية يعتبرون المدينة الإيطالية موطنهم.

Foto:  infomigrants  - العمدة لوكانو

استهداف عمدة بلدة رياتشي السابق

بحسب موقع BBC البريطاني، بدأ عمدة بلدية رياتشي السابق دومينيكو لوتشانو العمل منذ عام 1998 عندما جاء 300 لاجئ على شاطئ بالقرب من رياتشي، وبدلاً من مشاهدتهم وهم يُساقون لأحد مراكز احتجاز اللاجئين سيئة السمعة في إيطاليا، قدّم لهم منازل في القرية هجرها أصحابها.

رغم ذلك، واجه لوتشانو عقوبة الطرد من قريته بحلول عام 2018 من قِبل الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة المناهضة للاجئين. حيث ظلّ رهن الإقامة الجبرية حتى عام 2021 عندما تم الحكم عليه بالسجن 13 عاماً ونصف.

في سياق ذلك يقول لوتشانو: «أكثر ما يؤلمني هو التفكير في أن الناس يمكن أن يشكوّا يي، أنا لست خائفاً من الحكم». وأضاف: «لقد أمضيت حياتي كلها أعمل بجد من أجل المثل العليا. هذه الشكوك تؤلم روحي، لم أفعل ذلك لأي دوافع أخرى، وحتى النيابة تقول ذلك، لقد عملت بجد حتى النهاية».

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©