أزيح الستار يوم السبت 29 أبريل/ نيسان، عند واجهة "مارينا كونغن" في أوسلو، عن منحوتة برونزية لأنثى حيوان الفظّ "فريا" التي اكتسبت شهرةً عالميةً الصيف الفائت عندما تهافت الناس لمشاهدتها في مضيق أوسلو قبل أن تلجأ السلطات النروجية إلى إنهاء حياتها بالقتل الرحيم. وظهرت المنحوتة "فريا" بحجمها الطبيعي البالغ 600 كيلوغرام، وهي مستلقية على جانبها.وارتأت السلطات النرويجية اللجوء إلى القتل الرحيم لهذا الحيوان في أغسطس/ آب الفائت، معلّلة قرارها بمؤشرات إلى أن "فريا" كانت متوترة وتشكّل خطراً على سلامة المتفرجين الذين لم يمتثلوا للتنبيهات التي تقضي بضرورة البقاء على مسافة بعيدة منها.وأثار القرار غضباً عارماً ونُظّمت حملة تبرعات على الإنترنت تمكنت من جمع أكثر من 25 ألف دولار لإعداد منحوتة تمثّل "فريا". وأوضح صاحب المبادرة إريك هولم، لوكالة فرانس برس، قبل إزاحة الستارة عن التمثال الذي نفذته النحاتة أستري تونويان: «انطلقت هذه المبادرة من شعوري بالغضب من الطريقة التي تعاملت بها مديرية الثروة السمكية والدولة مع هذا الوضع».وأضاف: «المسألة تتجاوز قضية فريا، إذ تتعلق بإعادة النظر في طريقة التعامل مع الحيوانات والطبيعة وعلاقة الناس بالحياة البرية».ورُصدت "فريا" التي قُدِّر عمرها بخمس سنوات في مياه المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك والسويد قبل أن تصل إلى قبالة النروج.Foto: Annika Byrde / NTBوعلى الرغم من التعليمات التي أصدرتها السلطات، بقي الفضوليون يسبحون بالقرب من مكان وجود "فريا"، أو أحياناً بصحبة أطفال، لتصويرها.واعتبر عدد من الخبراء والناشطين يومها أن قرار إنهاء حياة "فريا" كان متسرّعاً، ورأوا أن "فرض غرامات" على المتفرجين المخالفين كان أحد الخيارات الممكنة.ويعتبر الفظّ من الأنواع المحمية، ويتغذى بشكل أساسي على اللافقاريات، كالرخويات والقريدس وسرطان البحر والأسماك الصغيرة. وتعيش حيوانات الفظ عادةً تحت خطوط العرض الشمالية في القطب الشمالي.ولا يشكّل حيوان الفظ عادةً خطراً على البشر ما داموا على مسافة بعيدة منه، ولكن إذا أزعجوه ولم يتمكن من التمتع بالراحة الكافية، فقد يشعر بالخطر ويلجأ إلى مهاجمتهم.