بعد التشديد على تصاريح العمل: كيف ستؤثر السويد على مستقبل المهاجرين؟

دخلت السويد مرحلة جديدة من تنظيم سوق العمل مع تطبيق قانون جديد في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، يُعدل معايير منح تصاريح العمل لغير المواطنين الأوروبيين. لذا في هذا المقال، سنعرض لكم بعض الأرقام التي تكشف عن مدى تأثير هذه السياسة الجديدة على العاملين الأجانب وبعض المعلومات الأخرى التي قد تهمكم.

تأثر 63,447 عامل

أفادت عدة تقارير بأن عدد العمال المتأثرين بهذه السياسة يبلغ أكثر من 63,447 شخصاً، وهم الآن أمام مفترق طرق بسبب هذه التغييرات.

34,200 كرونة

ويكمن التحدي الأكبر في الحد الجديد للأجور الذي حددته السلطات السويدية، إذ يُطلب الآن من الراغبين في الحصول على تصريح عمل أن يثبتوا تحقيق دخل يُساوي 80 في المئة من متوسط الأجور في البلاد، الذي بلغ 34,200 كرونة في يونيو (حزيران) 2023، وهو ما يُمثل زيادة ملحوظة عن العتبة السابقة البالغة 13,000 كرونة.

27,360 كرونة

كما أن هذا التعديل سيرفع العتبة الحالية للأجور إلى 27,360 كرونة، وهو ما يزيد عن ضعف الحد الأدنى القديم، في خطوة تُظهر توجهات الحكومة نحو مزيد من التشديد في سياسات الهجرة العمالية. ولا يقتصر التغيير على هذا الحد فحسب، بل تخطط الحكومة أيضاً لرفع العتبة إلى 100 في المئة من متوسط الأجور مستقبلاً.

14,991 عامل لا يستوفون الشروط الجديدة

فاعتباراً من 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بدأ تطبيق هذه القواعد على طلبات تصاريح العمل الجديدة وطلبات التمديد وكذلك على الطلبات القائمة التي لم يتم البت فيها بعد. وبالنظر إلى الإحصائيات، يوجد حوالي 14,991 من حاملي تصاريح العمل الحاليين الذين لا يستوفون العتبة الجديدة، مما يضعهم في وضع غير مؤكد قد يؤثر على قدرتهم على البقاء والعمل في السويد.

24,117 تصريح عمل

وفي العام الماضي، أصدرت السويد 24,117 تصريح عمل، وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، أصدرت مصلحة الهجرة السويدية 22,847 تصريحاً، مما يعكس الطلب المستمر على المواهب الدولية.

وتُصدر السويد تصاريح العمل لمدة أقصاها سنتان في كل مرة. فخلال هذه المدة الزمنية، يكون العامل الأجنبي مقيداً بعقد عمل محدد مع صاحب عمل واحد، قبل أن يتمكن من التحرر من هذه القيود والبحث عن فرص جديدة بعد انقضاء السنتين.

ويتم احتساب تكلفة هذا التنقل المهني بدقة؛ إذ تصل رسوم تقديم طلبات تصاريح العمل وتجديدها إلى 2,200 كرونة، مع وجود تخفيضات مدروسة لبعض المهن. ولا يخفى على العائلات المرافقة هذا العبء المالي، حيث يُطلب من البالغين دفع 1,500 كرونة ومن الأطفال 750 كرونة.

وظيفة واحدة فقط

كما ويُحدد مصير الطلبات المرفوضة في إطار زمني ضيق لا يتعدى الثلاثة أسابيع، مما يضع على عاتق الراغبين في البقاء سرعة الاستجابة والتحرك للاستئناف. ومع قاعدة واضحة تُحدد ارتباط تصريح العمل بوظيفة واحدة فقط، تتشكل معالم المهنية في تلك السياسات، مانعةً إمكانية جمع الوظائف لتحقيق العتبة المالية المطلوبة.

ومن الضروري أن تفي وظيفتك بمتطلبات تصريح العمل لتحقيق معايير الراتب بمفردها، ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال الجمع بين وظيفتين أو أكثر. فتصريح العمل الخاص بك فردي ومرتبط بوظيفة محددة، لذا سيُمنح لك تصريح عمل فقط إذا كان لديك وظيفة تُلبي جميع المتطلبات بمفردها.

ما بين أربعة إلى 15 شهراً

أما بالنسبة للزمن المتوقع لإنهاء إجراءات طلبات تصاريح العمل لأول مرة، فإن الأمر يتراوح ما بين السرعة القياسية في بعض الصناعات التي قد تستغرق أربعة أشهر فقط، إلى الصبر الطويل في قطاعات أخرى قد يمتد إلى خمسة عشر شهراً. وتتسع دائرة الانتظار عندما يتعلق الأمر بطلبات التمديد، حيث تُختبر قدرة المتقدمين على الصبر لمدة تصل إلى ثمانية عشر شهراً في بعض الحالات.

في ختام هذا التقرير، يتبين لنا من خلال هذه التفاصيل الدقيقة وجود جانباً من التعقيد والالتزام في نظام العمل السويدي، وهو ما يعكس جدية البلاد في تنظيم تدفق المهارات العالية وضمان انسجام العمالة الوافدة مع المعايير الوطنية لسوق العمل.