قامت الولايات المتحدة وما لا يقل عن 14 من حلفائها بتعليق التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في أعقاب اتهام إسرائيل لبعض موظفي الأونروا بتورطهم في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 آخرين كرهائن.وأثار تعليق عدد متزايد من الدول الغربية تمويل وكالة تابعة للأمم المتحدة لمساعدة الفلسطينيين تساؤلات حول مصير 5.9 مليون لاجئ تخدمهم الوكالة.من جهتها قامت الأونروا بطرد العديد من موظفيها بعد هذه الاتهامات وفتحت تحقيقاً بالموضوع، ووعدت بأن أي شخص متورط في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول سيحاسب "بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية" إذا ثبتت مسؤوليته.وبينما لم تتضح التفاصيل حول الموضوع، قال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN إن إسرائيل شاركت معلومات مع الوكالة والولايات المتحدة حول تورط اثني عشر من موظفي الأونروا البالغ عددهم 10 آلاف موظف في غزة، في هجمات 7 أكتوبر. ولم تطلع CNN على المعلومات الاستخبارية التي استندت إليها هذه الاتهامات.وفي سياق متصل قال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا: "إنه لأمر صادم أن نرى تعليق أموال الوكالة كرد فعل على مزاعم ضد مجموعة صغيرة من الموظفين، خاصة في ضوء الإجراء الفوري الذي اتخذته الأونروا بإنهاء عقودهم والمطالبة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف. وقد تم بالفعل عرض هذه المسألة الخطيرة للغاية على مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، وهو أعلى سلطة تحقيق في منظومة الأمم المتحدة". فيليب لازاريني المفوض العام للأونرواFoto googleوأضاف لازاريني في رسالة نشرتها المفوضية على موقعها الرسمي:"الأونروا هي الوكالة الإنسانية الرئيسية في غزة، حيث يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل بقائهم على قيد الحياة. ويعاني الكثيرون من الجوع بينما تقترب الساعة من مجاعة تلوح في الأفق. وتدير الوكالة ملاجئ لأكثر من مليون شخص وتوفر الغذاء والرعاية الصحية الأولية حتى في ذروة الأعمال العدائية. من جهته ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول المانحة بمواصلة تمويل الأونروا وبأنه يجب تلبية الاحتياجات الكبيرة للأشخاص ذوي الأوضاع الخطيرة. ومن المقرر أن يلتقي غوتيريش، في نيويورك اليوم الثلاثاء 30 يناير، "المانحين الرئيسيين" لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وفق ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريشFoto TTموقف السويد غير واضح أكد وزير التجارة والمساعدات الخارجية السويدي يوهان فورسل أن حكومة بلاده تأخذ هذه الأنباء على محمل الجد وستعيد النظر في الأمر. وأشار إلى أنهم تواصلوا مع الأونروا والدول المانحة لفهم الوضع بشكل أفضل وللتعبير عن موقف السويد.لكن مازالت خطط الحكومة السويدية غير واضحة . كما صرح رئيس الوزراء السويدي في حديثه مع التلفزيون السويدي SVT بأن الاتهامات الموجهة حول تواطؤ موظفي الأونروا مع حركة حماس تعد خطيرة للغاية ويجب التحقيق معهم بشكل صحيح.يذكر أن السويد قد خصصت 400 مليون كرونة كمساعدات سيتم تقديمها للأنروا خلال العام الحالي، لكن لم يتم دفع أي شيء من هذه المساعدات لغاية الآن.وزير التجارة والمساعدات الخارجية السويدي يوهان فورسلFoto: Andres Wiklund/TTالدول التي أوقفت تمويل الأونروا:أمريكاألمانيافرنساكنداإيطاليابريطانياهولنداسويسراأستراليافنلندااليابانالنمسارومانيانيوزيلنداايسلنداالدول التي تستمر بتمويل الأونروا:إيرلنداالنرويجتركيالوكسمبورغإسبانياوتقدم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مجموعة واسعة من المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم. كما أنها مصدر رئيسي لتوظيف اللاجئين، الذين يشكلون معظم موظفيها البالغ عددهم أكثر من 30 ألف موظف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولديها مكاتب تمثيلية في نيويورك وجنيف وبروكسل. ويتمركز أكثر من 10 آلاف من موظفيها في قطاع غزة.وفي العام الماضي، بلغت ميزانية الوكالة 1.6 مليار دولار، خُصص معظمها للتعليم والرعاية الصحية، تليها خدمات أخرى مثل البنية التحتية وتحسين مخيمات اللاجئين.منذ حرب غزة، أصدرت الأونروا نداء عاجلا للحصول على مبلغ 481 مليون دولار كتمويل إضافي لتلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة.