عندما فرّت ناتاليا فولكوفا البالغة من العمر 62 عاماً، من كييف إلى إسكيلستونا في بداية شهر آذار/مارس، تلقّت ورقة معلومات من وكالة الهجرة السويدية مثل جميع اللاجئين الآخرين.ومن بين أشياء أخرى قالت ناتاليا: "فهمت منذ اليوم الأول أن لي الحق في العمل، وهذا شيء عظيم. لم أكن أعرف حينها أنه لن يكون لدينا الحق في تعلم اللغة السويدية.. لا أعرف أي شخص وجد وظيفة دون معرفة باللغة" وذلك حسب قولها للتلفزيون السويدي SVT.اللاجئون الذين يأتون إلى السويد وفقاً لتوجيهات الهجرة الجماعية ليس لديهم الحق في تعلّم اللغة السويدية في مدارس تعلّم اللغة للأجانب (SFI). وتدرس ناتاليا اللغة السويدية في حلقة دراسية خاصة، لكنها تعتبر الاستفادة منها قليلة جداً.وتقدمت ناتاليا بطلب للحصول على وظيفة ولكن دون جدوى. لديها شهادتين جامعيتين، وتبحث عن عمل حيث تعتقد أن اللغة ليست بهذه الأهمية. القليل من الأوكرانيين الذين تعرفهم والذين تمكنوا من الحصول على وظائف يتحدثون الإنجليزية. وبرأيها فإن مهاراتها اللغوية في الأوكرانية والروسية والبولندية والصربية أكثر صعوبة في الاستخدام ولا تساعد في العثور على وظيفة في السويد.وقالت في حديثها: "أنا جاهزة لتنظيف السلالم والأرضيات ولكن لا يمكنني العثور على وظيفة كهذه لأن لا أحد يريدني بدون اللغة السويدية. ومن بين الأاوكرانيين الذين انتقلوا هناك العديد من الأشخاص المثيرين للاهتمام.. هنالك فنانين وصحفيين وأطباء ومعلمين يمكن أن يكونوا مفيدين في السويد" حسب تعبيرها. وفقاً لناتاليا، بدأ العديد من الأوكرانيين في العودة إلى ديارهم على الرغم من الحرب المستمرة هناك. وهي تعرف أيضاً الأشخاص الذين يفرون إلى بلدان أخرى مثل ألمانيا وأيرلندا وكندا حيث يُقدم هناك للاجئين دروساً في اللغة، وبالتالي يتم منحهم فرصة للعثور على عمل والاندماج في المجتمع.وتُظهر أرقام وكالة الهجرة أن ما يقرب من 45000 شخص قد تقدموا بطلبات للحصول على الحماية في السويد منذ اندلاع الحرب، وحتى الآن غادر حوالي 4000 منهم السويد إلى بلد آخر أو عادوا إلى أوكرانيا.وفي إطار تعليقه على الأمر، كتب ديدريز ميلبيكسيس، المحاور الصحفي في وكالة الهجرة السويدية، وعبر رسالة بريد إلكتروني إلى التلفزيون السويدي SVT: "هذا يدل على أن هناك تحركات للأوكرانيين خارج السويد، إما إلى أوكرانيا أو إلى بلد آخر، وهذا الاتجاه يتزايد مع مرور الوقت" حسب قوله.مقالات قد تهمك : أربع دول أوروبيّة تفرض حظراً على دخول المواطنين الروس إليهاتركيا والهند تطالبان بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا