في أعقاب حادثة إطلاق النار الجماعي في مدرسة ريسبرسكا بمدينة أوربرو، قررت الشرطة منح عناصرها الذين شاركوا في العملية إجازة مفتوحة حتى يشعروا بأنهم مستعدون للعودة إلى العمل، وفقًا لما أوردته صحيفة Göteborgs-Posten. وقال هنريك دالستروم، قائد العملية الأمنية، إن العديد من رجال الشرطة الذين تدخلوا في الحادثة يعانون من صدمة نفسية جراء المشاهد التي واجهوها، مضيفًا: "هذه الحادثة كانت مؤثرة للغاية، والعديد منهم بحاجة إلى جلسات دعم نفسي. نحن نعمل داخليًا على توفير بيئة دعم نفسي ملائمة لهم، فهذا الأسبوع وهذا اليوم سيبقيان محفورين في ذاكرة كل من شارك في العملية." مشاهد مروعة وصدمة نفسية وقعت المجزرة يوم الثلاثاء، حيث هرعت وحدات الشرطة إلى المدرسة بعد خمس دقائق من تلقي البلاغ الأول عن إطلاق النار. عند وصولهم، واجهت العناصر الأمنية ما وصفوه بـ"الجحيم"، إذ انتشرت الجثث والجرحى في أنحاء المبنى الذي تبلغ مساحته 17 ألف متر مربع، فيما علت أصوات الإنذارات والاتصالات المتواصلة من ذوي الضحايا الذين كانوا يحاولون الاطمئنان على أحبائهم. وأوضحت تقارير صحفية أن القوة الأولى التي وصلت إلى الموقع اضطرت للانسحاب مؤقتًا بسبب تصاعد الدخان، قبل أن تعود بدعم من قوات التدخل السريع. وبحسب تحقيقات الشرطة، فإن منفذ الهجوم، ريكارد أندرسون، 35 عامًا، قتل عشرة أشخاص وأصاب ستة آخرين، قبل أن يطلق النار على نفسه. وصف للكارثة من داخل الحدث تحدث شرطي شارك في العملية لصحيفة Aftonbladet عن اللحظات الأولى لدخولهم المدرسة، قائلًا إنهم واجهوا مشهدًا "لا يمكن وصفه بالكلمات": "كانت الجثث ملقاة في الممرات، وصوت الإنذارات لم يتوقف عن الصفير، والهواتف كانت تواصل الرنين دون إجابة، بينما كان الأهالي يحاولون التواصل مع أحبائهم داخل المدرسة." في حين وصف شرطي آخر، في مقابلة مع Polistidningen، الوضع بأنه "سريالي تمامًا"، مشيرًا إلى أن بعض رجال الشرطة مكثوا في الموقع أكثر من أربع ساعات متواصلة، فيما شارك في العملية حوالي 130 عنصرًا من الشرطة. دعم نفسي وإجازات مفتوحة أكد كارل ستولتنهيِلم، رئيس نقابة الشرطة في أوربرو، أن الأولوية الآن هي توفير بيئة آمنة ومريحة للعناصر الذين شاركوا في الحادثة، قائلًا: "يجب أن يحصل هؤلاء الضباط على فترة من الراحة والاستقرار النفسي، لا يمكن إرسالهم فورًا إلى مهام أخرى في أنحاء البلاد. من الضروري أن يشعروا بالأمان والراحة عند عودتهم إلى العمل." كما أوضح دالستروم أن الدعم النفسي سيكون جزءًا أساسيًا من خطة التعامل مع آثار الحادثة، مؤكدًا أن التحقيق مستمر للكشف عن تفاصيل الجريمة، في حين ستظل الشرطة تعمل على دعم عناصرها الذين عاشوا هذا الحدث الأليم. وأضاف: "ما شهدناه كان مأساة بكل المقاييس. لا يمكن أن ننسى ما حدث، وسنعمل على تقديم كل الدعم اللازم لعناصر الشرطة الذين واجهوا هذه الظروف القاسية."