بعد 140 عاماً من البحث: قاموس الأكاديمية السويدية يرى النور

أعلنت الأكاديمية السويدية، الهيئة الأرفع في السويد للغة والأدب والتي تمنح جائزة نوبل في الأدب، عن إكمال العمل في النسخة النهائية من قاموس الأكاديمية السويدية، مختتمةً بذلك مشواراً استغرق 140 عاماً من البحث اللغوي والتفاني.

بعد مسيرة طويلة ومضنية في عالم الكلمات والمعاني، أعلنت الأكاديمية السويدية عن إرسال المجلد النهائي من قاموس الأكاديمية السويدية إلى المطبعة، ليُحقق بذلك القاموس مكانةً مرموقةً كإجابة السويد لقاموس أكسفورد الإنجليزي.

وسيكون القاموس الذي يتألف من 39 مجلداً ويضم 33,111 صفحة، متاحاً بشكل رئيسي للباحثين وعلماء اللغة، على الرغم من إمكانية الوصول إليه عبر الإنترنت. وقد تم الإعلان عن إصدار 200 نسخة مطبوعة فقط، ما يجعلها تحفةً نادرةً وقيّمة.

بدوره، أعرب كريستيان ماتسون، المحرر المسؤول عن المشروع، عن فخره وسعادته لإكمال هذا العمل الضخم، مشيراً إلى أن 137 موظفاً بدوام كامل قد عملوا على هذا القاموس على مر السنين.

التحديات والمستقبل

على الرغم من اكتمال العمل، يعي المحررون بأن المسيرة لا تزال طويلة. يتوجب الآن تحديث المجلدات القديمة من A إلى R لتضمين الكلمات الجديدة والعصرية. فعلى سبيل المثال، كلمة "الحساسية" التي دخلت اللغة السويدية في العشرينات لا تظهر في المجلد A الذي نُشر في عام 1893. ومن المتوقع أن يتم إضافة حوالي 10,000 كلمة جديدة إلى القاموس خلال السنوات السبع القادمة.

الأكاديمية السويدية ورسالتها

تأسست الأكاديمية السويدية Svenska Akademienعام 1786 بواسطة الملك غوستاف الثالث، وقد حرصت منذ ذلك الحين على رعاية اللغة والأدب السويديين، والعمل على الحفاظ على "النقاء والقوة والعظمة" للغة السويدية.

ويُعد إكمال قاموس الأكاديمية السويدية خطوةً هائلةً في مجال اللغويات، ويمثل ثمرة عقود من العمل الدؤوب والتفاني في خدمة اللغة والثقافة السويدية. وبينما يُغلق فصل هذا المشروع الضخم، يظل العمل قائماً والتطلع إلى المستقبل حاضراً في أذهان المحررين وعلماء اللغة.