أعلنت شركة النقل "بوتينغينس أوكيري" (Butängens Åkeri) في مدينة لينشوبينغ السويدية إفلاسها بعد سنوات صعبة شهدها قطاع النقل في البلاد، وسط تصاعد التكاليف وارتفاع أسعار الفائدة والظروف العالمية غير المستقرة، ما ألقى بظلاله الثقيلة على العديد من شركات النقل. وقدمت الشركة طلب إفلاس ذاتي بسبب ما وصفته بـ«صعوبات مالية جسيمة». وقال المدير التنفيذي أندش كارلسون لصحيفة كورّين المحلية: «لن أفكر مطلقاً في بدء شركة نقل اليوم». تأسست الشركة عام 2008 وكانت تعمل سابقاً في نورشوبينغ قبل أن تنتقل إلى لينشوبينغ، وتضم أكثر من 40 موظفاً، من بينهم سائقون وميكانيكيون. وأوضح كارلسون: «لدينا حوالي 42 اسماً على قائمة الرواتب، من بينهم موظفون بالساعة، ويبلغ عدد العاملين بدوام كامل نحو 35 شخصاً». وبحسب آخر البيانات المالية المتوفرة، حققت الشركة في عام 2023 أرباحاً بلغت 215 ألف كرونة. اقرأ أيضاً: تحذيرات من ثغرات خطيرة... جرائم إفلاس تمرّ بلا عقاب في السويد ويُعد هذا الإفلاس جزءاً من سلسلة انهيارات في قطاع النقل السويدي، إذ أفاد موقع "ترانسبورتنت" بأن أكثر من 200 شركة نقل أُعلنت إفلاسها منذ بداية عام 2024. كما أشارت مجلة "ترانسبورتاربيتارن"، التابعة لاتحاد عمال النقل، إلى أن متوسط عدد العاملين الذين يتم تسريحهم شهرياً في القطاع يبلغ 372 شخصاً. في السياق الأوسع، سجّلت السويد في نهاية شهر مارس نحو 373 ألف شخص عاطل عن العمل، أي ما يعادل 7.1% من القوى العاملة، بحسب مصلحة التوظيف السويدية (Arbetsförmedlingen). ورغم انخفاض معدل البطالة للشهر الثاني على التوالي، إلا أن السلطات دعت إلى التعامل مع هذا الانخفاض بحذر، مشيرة إلى أن عدد العاطلين لا يزال مرتفعاً، مع تسجيل زيادة قدرها 18 ألف شخص مقارنة بالعام الماضي. وقال المحلل في مصلحة التوظيف، إيميل بيرشون: «مستوى البطالة يتماشى مع توقعاتنا، لكننا نراقب التطورات عن كثب في ظل حالة عدم اليقين في العالم». وأظهرت دراسة حديثة أن ستة من كل عشرة أشخاص يتم تسريحهم يُفصلون فعلياً من وظائفهم، بينما يقوم واحد فقط من كل أربعة بتسجيل نفسه كعاطل عن العمل في مصلحة التوظيف خلال ستة أشهر من تلقيه إخطار الفصل.