بعد 25 عاماً من العمل الدؤوب، تحقق حلم سويدي كبير، حيث ستشهد البشرية قريباً وضع أول مبنى على سطح القمر. هذا المبنى، الذي يُعرف باسم «البيت السويدي القمري»، هو مشروع فريد من نوعه أبدعه الفنان السويدي ميكائيل جينبيري. انطلق كوخ صغير باللون الأحمر صباح اليوم في الساعة 7:11 من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، ضمن مشروع فني فريد من نوعه للفنان السويدي ميكائيل جينبيري. قبل الإطلاق، أعرب جينبيري عن توتره الشديد قائلاً: «أنا متوتر جداً بالفعل». وقد جرى الإطلاق بالتعاون مع شركة فضاء يابانية، حيث عُدّت كل ثانية قبل الإقلاع. ثلاث مراحل حرجة تمت عملية الإطلاق كما هو مخطط لها، لكن التحديات التقنية لم تنتهِ بعد. ستواجه المهمة لحظتين حاسمتين بعد الانفصال الأول عن الصاروخ خلال ساعة من الإطلاق، وبعدها بأربعة أشهر تقريباً عندما تهبط المركبة القمرية على سطح القمر، وهي عملية فشلت سابقاً في تجربة مماثلة للشركة اليابانية «Ispace». تفاصيل المشروع الكوخ الأحمر صغير الحجم، بأبعاد لا تتجاوز 12x10x8 سنتيمترات، حيث تم تصميمه ليتناسب مع المركبة القمرية التي ستقوم بإنزاله على سطح القمر دون أن ينقلب. الهدف هو التقاط صور للكوخ قبل أن تقضي برودة الليل القمري على الأجهزة الإلكترونية. يقول جينبيري: «أجد الشعرية في الأشياء الصغيرة داخل العظمة، وهذا ما يجعل المشروع مميزاً». وقد عمل جينبرغ على هذا المشروع طيلة 25 عاماً، بعدما نجح سابقاً في وضع بيوت حمراء على سطح ملعب غلوبن في ستوكهولم، بين الأشجار، وحتى تحت الماء. رسالة إنسانية بلغت تكلفة المشروع بين 7 و8 ملايين كرونة سويدية، تم جمعها من التبرعات، بينما عمل جميع المشاركين فيه بشكل تطوعي. يهدف جينبرغ من خلال هذا العمل إلى تقديم منظور جديد عن كوكب الأرض. ويضيف: «أليس هذا ما نحتاجه الآن؟ أن نبتعد قليلاً ونرى الأرض كما هي؟ إنه أمر مذهل أن نعيش على هذه الصخرة الصغيرة المليئة بالحياة وسط هذا الكون الشاسع. إنه شيء يبعث على التأمل في حياتنا».