شهدت بلدية نيشوبينغ السويدية خطوة تربوية رائدة، مع اعتماد اللغة العربية كلغة حديثة تُدرّس من الصف السابع وحتى الصف التاسع، لتُصبح بذلك أول بلدية في السويد تتخذ هذا القرار، في سابقة لافتة تستند إلى جهود مستمرة ومبادرات فردية وجماعية على مدى سنوات. وجاء هذا الإنجاز ثمرة جهود حثيثة بذلها الأستاذ آرام إبراهيم، مدرس اللغة العربية في البلدية، الذي عمل على تعزيز فكرة تعليم العربية كلغة حديثة، مستفيدًا من الإمكانية المتاحة في السويد لتعليم الطلاب لغتهم الأم. وقد سعى منذ البداية إلى تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس من خلال التواصل مع أولياء الأمور والمعلمين ومدراء المدارس والمعنيين في قطاع التعليم. وطرح الأستاذ آرام الفكرة على السياسي حسن الماغوط، عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مجلس بلدية نيشوبينغ، الذي دعم المبادرة وعمل على نقلها إلى السياسيين المعنيين، بمن فيهم رئيس البلدية ورئيس لجنة التربية والتعليم. وقد لاقت الفكرة تجاوبًا واسعًا من المسؤولين والمديرين في القطاع التعليمي، إلى جانب دعم من سياسيين من أطياف مختلفة. ويُذكر أن السيد حسن الماغوط كان قد قدّم في عام 2021 طلبًا لجعل اللغة العربية لغة حديثة في المرحلة الثانوية، وتم في ذلك الوقت التشاور مع عدد من السياسيين من مختلف الأحزاب، ما ساهم في تهيئة بيئة مناسبة لمناقشة تطبيق الفكرة في المراحل التعليمية الأدنى. وارتكزت مبررات المبادرة على عدة عوامل، من أبرزها أن اللغة العربية تُعد خامس أكثر اللغات انتشارًا عالميًا، وثالث أكثر لغة محكية في السويد، إلى جانب أن إتقان اللغة العربية يفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب السويدي للعمل في المنطقة العربية، لا سيما في دول الخليج. كما يعزز فرص التبادل التجاري ويُتيح أسواقًا جديدة أمام المنتجات والاستثمارات السويدية. وتُشير التجربة كذلك إلى تحسن مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب المتحدثين بالعربية عند حصولهم على دعم لغوي ممنهج بلغتهم الأم. وبفضل إصرار الأستاذ آرام إبراهيم والمتابعة المستمرة، تحققت النتيجة المرجوة، لتُصبح بلدية نيشوبينغ أول بلدية سويدية تعتمد العربية كلغة حديثة رسمية في مدارسها الإعدادية. وفي هذا السياق، أكد كل من الأستاذ آرام إبراهيم والسياسي حسن الماغوط استعدادهما الكامل لمساعدة بلديات أخرى في تطبيق النموذج ذاته، مشيرين إلى أن هناك رغبة متزايدة من قبل عدد كبير من الشباب من خلفيات متنوعة لتعلّم اللغة العربية.