في لحظة ساخرة من التاريخ "برأيي على الأقل"، قرر الجيش السويدي شراء سيوف بقيمة ملايين الكرونات السويدية. فقد أظهر تقرير حديث في راديو P4 أن "إدارة العتاد الدفاعي Försvarets materielverk" تخطط لإنفاق ما يصل إلى 50 مليون كرون لشراء سيوف جديدة. نعم ما قرأتموه صحيح: سيوف.السيد هانس أوغستين، ضابط الاحتفالات في الحرس الملكي، أوضح لـ P4 أن السيوف الحالية قديمة وبحاجة إلى تجديد. وربّما المثير للاهتمام أنّه علّق بإعجاب شديد بأنّ السيوف الحالية في الكثير من الأحيان تعتبر "خردة skrot"، وهي عبارة عريقة في الجيش السويدي تطلق على المعدات العتيقة التي أصبحت مجرد قطع أثرية بلا فائدة.الاحتفالات أولاً!السيوف الجديدة ستُستخدم في الاحتفالات والمواكب، مما يجعل الجيش السويدي يظهر بمظهر متألق ومحدث. حتّى أنّ هذه السيوف لن تكون "مشحوذة" ولن تُستخدم إلا في المناسبات الاحتفالية، فإن القائمين على هذه الصفقة يرونها بوصفها جزءًا من "التحديث" العام للقوات المسلحة.ستصل الدفعة الأولى من السيوف الجديدة في الخريف، حيث سيتم توصيل حوالي 1300 سيف من ألمانيا، بتكلفة تصل إلى حوالي 17 مليون كرونة سويدية. على الرغم من الأسعار الباهظة لهذه السيوف، لكن برأي السيد أوغستين، فإن "هذه هي النفقة المعقولة التي يجب أن تدفعها لتحديث الجيش".لا نريد الأرخص بل الأغلى ثمناً!بشكل غير متوقع، فإن العرض الأغلى كان هو الذي فاز في عملية الشراء، حيث بلغ سعر العرض الفائز 59.9 مليون كرون، وهو ما يقرب من ضعف سعر العرض الذي قدمته شركة في مدينة ستوكهولم. ليس لديّ اعتراض على شراء منتج أفضل بثمن أعلى إذا ما كانت الحاجة إليه هامّة، ولكن هل حقاً "سيوف الاستعراض" هي أمرٌ يستحق أن يتمّ دفع ضعف الثمن من أجله؟يبدو أن الجيش السويدي مستعدٌ لدفع كلّ هذا الثمن الباهظ مقابل السيوف، ومن الواضح أنهم يرغبون في "التلألؤ" بشكل حرفي، حتى لو كان ذلك يعني شراء سيوف تكلّف حوالي 13000 كرون للقطعة الواحدة. في النهاية، يمكنيي فقط أن نتساءل: هل السيوف الجديدة ستكون بمثابة "السلاح الفعّال" الذي يحتاجه الجيش السويدي لمواجهة التحديات المعاصرة؟من جديد، أفهم أنّ المراسم والاستعراض تحتاج إلى "سيوف" و"أزياء"، ولكن لماذا دفع ضعف الثمن لشركة غير محليّة من أجل هذا الاستعراض؟تحقيق صحفيقد تكون هذه مقالة رأي، ولكنّ الموضوع هام وليس فقط رأي. لهذا حاولت التواصل بوصفي صحفياً في "أكتر" مع "إدارة العتاد الدفاعي Försvarets materielverk" لأطلب توضيحاً.لكن الجواب الأهم الذي أنتظره ليس من واحدة من إدارات الدولة، بل من أعضاء البرلمان riksdagen من مختلف الأحزاب، الموجودين في لجنة الدفاع والذين يُفترض أن يكون كلّ هذا تحت رقابتهم. لا أريد أن استبق أيّ شيء، ولكن هناك شيء يستحق إعادة النظر فيه هنا. وإن تبيّن بأنّ هذا الشيء "فساد" أو "سوء تقدير"، فيجب على الصحافة أن تكشفه، فهذه مهمّة الصحافة في نهاية المطاف. لهذا انتظرونا في مقالات ذات صلة.