اعترف رئيس حزب الليبراليين السويدي، يوهان بيرشون، بأن الحزب كان "مترددًا جدًا" في مواقفه السياسية، خصوصًا في ما يتعلق بسياسات التعليم ومكافحة الجريمة. وقال في مقابلة صحفية إن الحزب لم يكن دائمًا يملك الأجوبة التي يبحث عنها المواطنون. وأضاف بيرشون: "كان الليبراليون ساذجين في بعض قضايا التعليم، ومترددين في ملفات السياسة الجنائية. الآن حان وقت الحزم". وخلال حديثه من مقر الحكومة في "روزنباد"، تطرق بيرشون إلى العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة في حال عودة دونالد ترامب إلى الحكم، قائلًا: "يجب أن نجري محادثات صريحة ومنعشة معهم، ونقول بوضوح إننا نختلف بشأن روسيا وأوكرانيا. من الخطأ أن نثق بروسيا". وأشار إلى أن السياسات الحمائية الأمريكية تضر بأوروبا والسويد وحتى بالاقتصاد الأمريكي نفسه. وأضاف: "إنهم يتراجعون عن التعاون الدولي، وعلينا نحن الأوروبيين تعزيز جناح الناتو الأوروبي". وفي سياق متصل، أكد بيرشون أن حزب الليبراليين يطالب باستخدام الوضع الاقتصادي القوي للبلاد من أجل تمويل تعزيز الدفاع، قائلًا: "نمتلك دينًا عامًّا منخفضًا نسبيًا، وهذا يمنحنا القدرة على الاقتراض. لا حاجة حاليًا لرفع الضرائب التي قد تضر بالاقتصاد". لكنه لم يستبعد رفع الضرائب مستقبلاً، مكتفيًا بالقول: "لن أسبق النقاش في هذه المرحلة". وحول تأثير الإنفاق الدفاعي على الرعاية والخدمات العامة، شدد بيرشون على أن "جوهر الرفاهية، ومن ضمنها التعليم، لا ينبغي أن يتأثر". وأشار إلى أن الليبراليين يمرون بعامهم الثالث في الحكم ضمن ائتلاف يثير الجدل بسبب التعاون مع حزب ديمقراطيو السويد. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الحزب يحظى بتأييد لا يتجاوز 3%، أي دون الحد الأدنى لدخول البرلمان. وبرر بيرشون هذا التراجع بإرباك الحزب السابق حول دعم مرشح رئاسة الحكومة، معترفًا بأن الليبراليين لم يكونوا حاضرين بقوة في الملفات الأمنية والدفاعية التي تهيمن على المشهد السياسي. وأكد أن الحزب بصدد إطلاق مشروع "رؤية سلمى" الذي يشدد على تعزيز دور الدولة في قطاعات الرفاه، مشيرًا إلى أن "الحرية تتطلب وجود دولة قوية"، كما دعا إلى تشديد الرد على عنف العصابات والثقافات القبلية. وفي ما يخص الجدل داخل الحزب بعد تصريحه لصحيفة "داغينز نيهتر" حول إمكانية مراجعة المواقف، أوضح بيرشون أن الموقف الرسمي للحزب يبقى مع تشكيل حكومة يمينية ليبرالية، من دون إشراك ديمقراطيي السويد في الحكومة. وختم بيرشون حديثه منتقدًا بعض المظاهر داخل الحزب، قائلاً: "كنا خائفين أكثر مما ينبغي.. وهذا ما يجب تغييره".