بعد مرور أيام على المجزرة التي وقعت في مدرسة ريسبرسكا في أوربرو، والتي أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة آخرين، لا تزال عائلات الضحايا تعاني من غياب الدعم والمعلومات من الجهات الرسمية، في حين كانت المؤسسات الدينية هي الجهة التي قدمت المساعدة والعزاء لهم. "نشعر بالتخلي عنا" عائلة سليم إسكيف، أحد ضحايا الهجوم، عبرت عن إحباطها من تعامل السلطات مع المأساة. تقول شقيقته، حنان إسكيف: "لم يُسمح لنا بالبقاء بجانب جثمان شقيقي، وهذا ألم لا يمكن وصفه." وتضيف أن الشرطة اكتفت بإرسال ثلاثة عناصر للحديث معهم، لكن دون تقديم أي إجابات واضحة، بينما كان عليهم الاتصال بشكل متكرر للحصول على أي معلومات. في موقع الحادث، تجمع العديد من أصدقاء الضحايا وأفراد الجالية لتقديم الدعم لعائلاتهم، حيث وصفت سِمين، إحدى صديقات الضحية نيلوفار، اللحظات الأخيرة قائلة: "قبل دقائق فقط من الهجوم، كانت تتحدث مع عائلتها عن ذهابها لتناول الغداء. لم تكن تعلم أن ذلك سيكون آخر حديث لها." المؤسسات الدينية تتدخل لملء الفراغ في ظل غياب التواصل الحكومي الفعّال، لعبت المؤسسات الدينية دورًا رئيسيًا في دعم العائلات المكلومة. يقول يوسف عبداو، رئيس مسجد أوربرو، الذي كان حاضرًا في المستشفى لتقديم المساعدة في عملية تحديد هوية الضحايا: "كان هناك تنسيق مع الطاقم الطبي، حيث زُوّدنا بقائمة أسماء المصابين ووضعهم الصحي، ولكن عندما وصلنا إلى قائمة المفقودين، ساد الذعر والقلق بين العائلات." في الوقت نفسه، استقبلت الكنيسة الأرثوذكسية السورية في أوربرو عائلة سليم إسكيف، حيث قدموا الدعم والمواساة لهم، في ظل غياب التواصل الحكومي الفعّال. مسجد أوريبرو يستقبل المعزين ويدعو للتضامن مع عائلات الضحايا عقبات في إجراءات الدفن معظم الضحايا كانوا من المسلمين، ما زاد الضغط على المساجد لتنظيم الجنازات وفقًا للتقاليد الإسلامية. لكن العقبات البيروقراطية والقيود التي فرضتها السلطات أعاقت عملية تجهيز الجثامين للدفن. يقول محمد ستكيتش، المسؤول عن الأمن في الجمعية الإسلامية البوسنية: "كان لدينا سابقًا مكان مخصص لتغسيل الموتى في مستشفى أوربرو، لكن السلطات أغلقت هذا المرفق، ما أجبر العائلات على نقل الجثامين لمسافات طويلة إلى كارلسكوغا، وهو أمر غير مقبول في ظل هذه الظروف." "لم نتمكن من وداع أحبتنا" بالنسبة لعائلة سليم إسكيف، فإن عدم تمكنهم من رؤية جثمانه في الأيام الأولى بعد مقتله يمثل معاناة لا توصف. تقول شقيقته حنان: "في ثقافتنا، يجب دفن المتوفى في أسرع وقت ممكن، وعائلته بحاجة لأن تكون بجانبه في الساعات الأولى بعد الوفاة." وتضيف بحزن: "لقد مات يوم الثلاثاء، واليوم هو الجمعة، ولم يُسمح لنا برؤيته. في ثقافتنا نؤمن أن المتوفى يمكن أن يسمعنا في الساعات الأولى بعد رحيله، لكنه لم يسمع كلماتنا الأخيرة، لم يكن معنا، وعندما نراه الآن، سيكون جسده باردًا بلا حياة." بينما تحاول العائلات التعامل مع الصدمة، تواجه السلطات السويدية انتقادات بسبب بطء الاستجابة وعدم تقديم الدعم الكافي لأسر الضحايا. في حين أن المجتمع المدني والمؤسسات الدينية حاولوا سد الفجوة، لا تزال الأسئلة قائمة حول سبب هذا التجاهل الرسمي، وما إذا كانت هذه الفاجعة ستؤدي إلى تغيير في تعامل السلطات مع مثل هذه الأزمات في المستقبل.