بمجرد إلقاء نظرة على التقويم السويدي، ستجد أن السادس من يونيو/ حزيران هو أحد الأيام المميزة التي ينتظرها الجميع، إذ هو يوم العيد الوطني السويدي. في هذا اليوم، يتزين السويديون بألوان العلم الأصفر والأزرق، محتفين بالأعلام والعائلة الملكية التي تشارك في الاحتفالية بشكل روتيني.ويكون استقبال الملك والملكة في هذا اليوم بصورة ملونة ومفعمة بالحياة، حيث يقدّم الأطفال لهم باقات من الزهور الصيفية وهم يرتدون الزي الفلاحي التقليدي. كما يشتمل الاحتفال على مراسم خاصة للترحيب بالمواطنين السويديين الجدد في جميع أنحاء البلاد.هذا الاحتفال الرائع تبلور من فكرة أرتور هزيليوس، مؤسس متحف سكانسن المفتوح للهواء الطلق في ستوكهولم، حيث يُقام العيد الوطني. وقد بدأت الاحتفالية باليوم الوطني في بداية تسعينيات القرن التاسع عشر.إلا أن الجذور الحقيقية وراء احتفال السويد بيومها الوطني تمتد لأبعد من ذلك. بدأ الاهتمام بالهوية القومية السويدية في مطلع القرن العشرين، حيث اجتاحت موجة من العاطفة الوطنية البلاد. أُنشئت خلال هذا الوقت مجتمعات تراثية ومتاحف التاريخ المحلية. وقد صوت البرلمان السويدي عام 2004 لجعل هذه المناسبة عطلةً عامةً، والتي بدأ تنفيذها رسمياً في عام 2005.ومنذ عام 1983، تحتفل السويد بعيدها الوطني في 6 يونيو/ حزيران، الذي يصادف تاريخ انتخاب جوستاف فاسا ملكاً عام 1523، وهو حدث أساسي في استقلال السويد. بالإضافة إلى ذلك، يتم الاحتفال بهذا اليوم لأنه يمثل تاريخ اعتماد الدستور السويدي في عام 1809.أما بالنسبة لبعض السويديين، يوم العيد الوطني لا يعتبر فقط مناسبة للاحتفال بالتراث، بل هو أيضاً فرصة لتذكير الناس بالمعنى الحقيقي للثقافة السويدية، والذي يتضمن وجود آلة الـ "نيكيلهاربا -nyckelharpa" كآلة موسيقية وطنية. في النهاية، يظل العيد الوطني السويدي يوماً مميزاً في التقويم السويدي، ويعكس روح الوحدة والهوية الوطنية التي تتميز بها السويد.يصادف العيد في هذه السنة مناسبة مهمةهذا العام، سيكون اليوم الوطني فرصةً للاحتفال بمرور 500 عام على انتخاب غوستاف فاسا، فضلاً عن مرور 50 عاماً على تولي الملك كارل السادس عشر جوستاف الحكم.ويعد انتخاب غوستاف فاسا نقطة تحول في تاريخ السويد، حيث يُعتبر نهاية الحكم الدنماركي وبداية استقلال السويد. وعلى الرغم من أنها حدثت منذ وقت طويل، إلا أن السويديين لا يزالون يحتفلون بهذا اليوم بشكل خاص.ومن المتوقع أن يكون يوم 5 يونيو/ حزيران إجازةً لدى العديد من السويديين، حيث يأخذون عطلة طويلة تمتد لأربعة أيام، لذا لا تستغرب إذا وجدت مكان عملك فارغاً أكثر من المعتاد في يوم الاحتفال الوطني.بالإضافة إلى ذلك، قد تتمكن من شراء حلوى اليوم الوطني "nationaldagsbakelse" في العديد من المخابز في 6 يونيو/ حزيران، وهي كعكة صغيرة تحتوي على لوز وفوقها فراولة وعلم سويدي، وتُعد رمزًا للاحتفال بهذا اليوم المميز.