تاريخ الحجاب رمزاً للحرية والقمع.. ومكانة المحجبات في السويد
منوعاتAa
Foto: Martina Holmberg / TT
نشر موقع Populär Historia السويدي المختص بالأبحاث التاريخية، بحثاً تاريخياً عن تاريخ الحجاب في العالم، وعن تاريخ الحجاب في السويد حتى قبل وصول المسلمين. أبرزت كاتبة البحث آن سورمان Anne Sörman نقاطاً مهمة على طول تاريخ الحجاب، وأرفقت تحليلات وآراء شديدة الأهمية، وذلك بغض النظر عن مدى توافق أرائها مع آرائنا، ووجهات نظرها مع تحليلاتنا وقناعاتنا. إليكم من "أكتر" أبرز ما جاء في هذا البحث بشكل مبسّط.
أنواع وأسماء الحجاب
- الحجاب: وأصل الكلمة عربي، وهو الغطاء الذي تضعه المرأة على رأسها، وهو الأكثر شيوعاً.
- البردة: تقول الكاتبة بأنّه يعني تخصيص غرفة خاصة للنساء عن الرجال لا يسمح للغرباء بالدخول إليها، ولكن لأننا عرب "وأهل مكة أدرى بشعابها"، فمعنى كلمة البردة في المعجم المعاصر: "كساء يُلتحق به كالعباءة|.
- شادورنماز: شال الصلاة الذي ترتديه النساء في إيران، ولا يترك إلا الوجه والقدمين واليدين ظاهرة.
- الشادري: لباس يغطي كامل الجسم، أحياناً بشبكة تشبه الحاجب للعيون. مشهور في أفغانستان وباكستان ومسلمي شمال الهند.
رمز للمكانة والانتماء في السويد
عبّرت أغطية الرأس عن المكانة والانتماء في جميع الثقافات والأزمنة. في القرن العشرين، ارتدت النساء المتزوجات في الريف السويدي الحجاب أو الشالات للدلالة على الاحترام والفضيلة. في بعض أجزاء السويد، أُجبرت الفتيات غير المتزوجات اللاتي لديهن أطفال على ارتداء ما يسمى بملابس الدعارة الحمراء. لم يكن مسموحًا لهنّ أن يكنّ حفاة الرأس مثل العذارى، ولا أن يرتدين الحجاب الذي يمنح مكانة المرأة المتزوجة.
تاريخ الحجاب
تاريخ الحجاب يعود إلى آلاف السنين. في وقت مبكر من القرن الثالث عشر قبل الميلاد، نص القانون الآشوري على أن النساء الحرات يجب أن يرتدين الحجاب في الخارج، في حين لم يُسمح للفتيات العبيد والبغايا بارتداء الحجاب. في اليونان القديمة، كان يجب على النساء المتزوجات أن يرتدين الحجاب، في حين كان يُمنع على النساء غير المتزوجات والكاهنات والبغايا والإماء ارتداء الحجاب.
في العصور القديمة، كما هو الحال في مجتمع السويد الفلاحي الشمالي، كان الحجاب/غطاء الرأس في المقام الأول علامة طبقية. فالحجاب يشير إلى أن المرأة مملوكة لرجل واحد، في حين أن المرأة غير المكشوفة متاحة للجميع.
أول صور للمحجبات
تعود أقدم الصور المعروفة لنساء محجبات إلى القرن العاشر في مدينة تدمر في سوريا. وفي تدمر بدأ طريق الحرير الذي قاد القوافل التجارية الرومانية نحو بلاد فارس وداخل آسيا. تم تصوير مريم والدة المسيح وهي ترتدي شالاً على رأسها وكتفيها منذ القرن الأول للكنيسة. وربما لهذا السبب اعتمدت الراهبات في الأديرة الأولى هذه العادة.
في الإمبراطورية البيزنطية، تطورت ثقافة "الحريم" التي كانت تقوم، من بين أمور أخرى، على عزل النساء في المنازل. تم تجهيز قصور مدينة القسطنطينية والقاهرة بغرف منفصلة للنساء، بينما بقي الرجال والضيوف في غرف أخرى. أصبحت هذه الغرف إحدى شروط العمارة مع توسع الإسلام. أعطى النبي محمد في القرن السادس للنساء في ذلك الوقت قدراً أكبر من الحرية ومزيداً من النفوذ. على سبيل المثال، حرّم الإسلام وأد البنات وتعدد الزوجات أكثر من أربعة، وأعطى المرأة حق التملك والميراث.
الحرية أم القمع
في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أعيد استخدام الحجاب مرة أخرى خلال فترة ما بعد الاستعمار. الأسباب معقدة. إيران وأفغانستان والسعودية هي أمثلة على البلدان التي تفرض فيها السلطات على النساء ارتداء الحجاب (ملاحظة أكتر: في كامل السعودية وفي أغلب مدن إيران الكبرى تمّ التراجع عن فرض الحجاب جبراً ولم يعد "للشرطة الدينية" أي سلطة في ذلك).
تنهي الباحثة السويدية بحثها بالقول: "ورغم أن مؤيد ارتداء الحجاب في الشريعة الإسلامية ضعيف للغاية، إلا أن القيمة الرمزية للحجاب ارتبطت بالدين".
ثمّ تشرح من وجهة نظرها سبب انتشار الحجاب بين الشابات المسلمات في أوروبا: "هناك عدة أسباب وراء اختيار الشباب المسلم في أوروبا العلمانية ارتداء الحجاب. إنهم بعيدون عن الثقافة الغربية التجارية والجنسية، ولديهم تماهي عميق مع الثقافة الإسلامية. غالباً ما تعبّر الشابات اللاتي يرتدين الحجاب عن رغبتهن في حماية خصوصيتهن وحريتهن. يشعرن بالأمان في الشال. بينما يرى آخرون أن الحجاب رمز للقمع".
[READ_MORE]