تبرعت شركة إريكسون السويدية بمبلغ 5.5 مليون كرون سويدي لدعم حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة أثارت الجدل داخل الشركة وخارجها. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، بورجي إيكهولم، أن هذه الخطوة تعكس التغيرات الجيوسياسية السريعة وأهمية الحفاظ على مكانة الشركة في السوق الأمريكية. يُعد هذا التبرع الأول من نوعه لشركة إريكسون، حيث لم يسبق أن دعمت لجنة تنصيب رئاسية بهذه الطريقة. وصرح إيكهولم لصحيفة "داجنز إندستري" بأن العالم تغير بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالتنافس التكنولوجي. وقال: "نشهد تسارعًا كبيرًا في السباق الجيوسياسي، خاصة في مجال التكنولوجيا. الولايات المتحدة والصين تتنافسان على المركز الأول، وأوروبا ليست حتى على الخريطة". أهمية السوق الأمريكية أكد إيكهولم أن السوق الأمريكية تمثل حصة كبيرة من أعمال الشركة، مما يجعل من الضروري للشركة العمل مع أي إدارة أمريكية بغض النظر عن هوية الرئيس. وأضاف: "علينا أن نكون جزءًا من النظام البيئي الأمريكي – إذا لم نفعل ذلك، فلن يكون هناك وجود لشركة إريكسون". أثار التبرع غضبًا داخل الشركة، حيث عبّر العديد من الموظفين عن استيائهم من القرار. ووفقًا لبير نورلاندر، المفاوض الرئيسي لنقابة المهندسين السويديين في إريكسون: "هذا الموضوع يثير الكثير من النقاش داخل الشركة، وهناك من يعبرون عن إحباطهم بناءً على المعلومات التي تم تداولها داخليًا". الاعتبارات الجيوسياسية أشار إيكهولم إلى أن الجيوسياسة تلعب دورًا أكثر تأثيرًا اليوم مقارنةً بخمس سنوات مضت، حيث قال: "النمو السريع في الجيوسياسة يجعلنا بحاجة إلى إعادة تموضع. بالنظر إلى الذكاء الاصطناعي، نجد أن الصين والولايات المتحدة تسيطران على المشهد، بينما أوروبا متأخرة". تبرز هذه الخطوة كجزء من استراتيجية الشركة للحفاظ على تنافسيتها في سوق عالمي يشهد تغيرات سريعة. رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، يبدو أن إريكسون ترى في هذه القرارات وسيلة لضمان استمرار وجودها وموقعها في طليعة شركات التكنولوجيا العالمية.