تحذير: الرعاية الصحية تعاني بسبب العمل الشاق ونقص العاملين

يضع النقص الحاد في عدد الممرضات والأطباء ضغطًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحية في السويد، ومدينة ياليفاري Gällivare الواقعة في شمال السويد مثال ممتاز على هذا الضغط. وفقًا للممرضة المساعدة "ستينا باكيبيورك Stina Backebjörk" والتي استقالت من وظيفتها في المستشفى وانضمت إلى صناعة التعدين، فإن النظام الصحي يواجه مشاكل في الحفاظ على الممرضات والأطباء الأكثر خبرة، والعملاء يتوقعون من الممرضات المساعدات القيام بمهام واجبات الأطباء والممرضات.

في الواقع، تفيد الممرضة باكيبيورك، أنه يتم الاعتراف بها وبزملائها كأبطال وجعلهم يشعرون بأنهم غير قابلين للاستغناء، ولكنها تشعر بأنّ النساء اللواتي يعملن في مجال الرعاية الصحية "يُجبرن" على الشعور بالضغط للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة.

يفتقر قطاع الرعاية الصحية في ياليفاري Gällivare إلى الكفاءات المطلوبة، وتبحث المستشفيات باستمرار عن الموظفين، ولكن لا يزال النقص حادًا. ومع ذلك، فإن عددًا قليلًا فقط من الممرضات المساعدات الشابات يتقدمن بطلب للدخول في برنامج التدريب على التمريض.

تضطر معظم الممرضات في ياليفاري Gällivare  إلى العمل لمدة 16 ساعة متواصلة، مما يضع الكثير من الضغط على الجهاز الصحي. ومن المؤكد أن الوضع ليس سهلاً للغاية بالنسبة للممرضات، خاصةً إذا تعرضوا للإجهاد الشديد الناتج عن العمل الشاق. ولكن ع

لكن عدم وجود موظفين دائمين لا ينطبق فقط على ممرضات المساعدة. لا يوجد الكثير من الممرضين الدائمين المتبقين، ولا يوجد ما يكفي لاستقطابهم، ولا يوجد كذلك أطباء. كلف الممرضون الذين يتمّ استئجارهم منطقة Norrbotten مبلغ 130 مليون كرون العام الماضي، وهذا يمثل ما يقرب من 100 مليون أكثر من العام قبل الجائحة. كما تكلفة الأطباء المتعاقدين تزيد بدورها، وفقًا لحسابات الرابطة السويدية للسلطات المحلية والمناطق SKR.

الموظفون المستأجرون

يصل الموظفون المستأجرون من شركة توظيف بشكل متواصل كل أسبوع من أجزاء مختلفة من البلاد. يعيشون في فندق ويعملون لمدة أسبوع ثمّ يعودون إلى منازلهم. أصبح الممرضون المساعدون الذين يبقون هم المجموعة العملية الثابتة في المستشفى. مع العديد من الموظفين المؤقتين، فهم الذين يدعمون مكان العمل، والذين يعرفون الروتين، ويقومون بتدريب العمال المستأجرين، وهم "الغراء الاجتماعي" بين الموظفين الذين يأتون ويذهبون.

يثق موظفو التوظيف بأنّ قضية الممرضين المساعدين على قمّة الجدول. ولكن عدم وجود موظفين دائمين لا ينطبق فقط على الممرضات والممرضين المساعدين. يشير أيضًا طاقم العمل في المستشفى إلى أنّ الشركات الموردة تحتاج إلى تأجير عقود المزيد من الموظفين لتلبية الاحتياجات، وهذا يؤدي إلى عدم إمكانية كتابة جداول زمنية مناسبة للعملاء العاديين الذين يحصلون على نصف الراتب مقارنة بالموظفين المستأجرين. وبشكل عام، يمكن أن يتم تلبية الاحتياجات عن طريق تأجير عقود العاملين المؤقتين من أوروبا بأكملها وبقيّة أنحاء العالم، والتوجه لمعارض التوظيف للتجنيد الجديد.

يشير مايكل هولستروم، مدير عمليات الرعاية الصحية بمستشفى ياليفاري Gällivare، إلى أنه لا يوجد حل آخر في الوقت الحالي سوى استئجار عقود الموظفين بغض النظر عن التكلفة. بينما يعتبرأندرش أوبيري Anders Öberg رئيس مجلس مقاطعة نوربوتن، أن زيادة مبلغ بدل العمل الإضافي من أولويات الإدارة، بالإضافة إلى العمل على تحسين بيئة العمل وتوفير فرص التعليم المستمر للموظفين. 

فكما قال  أندرش أوبيري لصحيفة arbetet: "سنزيد بدل العمل الإضافي اعتباراً من سبتمبر. وهناك تدابير أخرى مثل تحسين بيئة العمل وتوفير فرص التعليم المستمر. إن حقيقة أن برامج الصحة والرعاية في المدارس الثانوية العليا لا تمتلئ هي تحدي. ونحتاج إلى اتخاذ إجراءات كبيرة لتلبية الاحتياجات المتعلقة".

مشكلة قد تتفاقم

قالت ماريان إنغبري Marianne Engberg، رئيس قسمة النقابة في نوربوتن، إن القلق يزداد بشأن الحفاظ على الموظفين الحاليين في مكان العمل. وأضافت: "تفرغ أماكن العمل من التخطيط طويل الأجل عندما يتم استبدال العاملين في الرعاية الصحية باستمرار. ويؤثر ذلك على العاملين الذين يبقون، وبشكل خاص على الممرضات المساعدات". وأشارت إلى أنه لن يكون بإمكان المقاطعة أو البلديات في المدى الطويل توظيف الموظفين في الرعاية.

بالرغم من انعدام الكوادر الصحية ذات الخبرة والتي تتقن عملها، فإن نقص التمريض حاد، ليس فقط في ياليفاري وإنما في جميع مناطق نوربوتن. ولم يعد هناك كثير من الممرضين الدائمين، ولم يعد هناك أي شخص لتوظيفه، كما لم يعد هناك أطباء كافيين أيضًا. وتؤكد "كاثرين سوندستروم Catherine Sundström"، مدير وحدة الأمومة في ياليفاري، وهي تعمل كممرضة أيضًا: "لم يعد يوجد ممرض مساعد واحد لتوظيفه".

مع زيادة الضغط على النظام الصحي في السويد، يشعر الكثيرون بالقلق بشأن مستقبل الرعاية الصحية في البلاد. على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن هناك جهود جارية لتوفير حلول لهذه المشكلة. إذا تم اتخاذ إجراءات فعالة لجذب العمالة والحفاظ على الموظفين الحاليين، فإن الرعاية الصحية في السويد يمكن أن تستمر بتقديم خدمات عالية الجودة للمرضى والمجتمع على المدى الطويل.