حثّت المفوضية الأوروبية، منذ مارس الماضي، المواطنين على تجهيز المياه والنقود وغيرها من الضروريات الأساسية لتكفيهم لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام، تحسباً لأي أزمات محتملة. وعاد موضوع الاستعداد لحالات الطوارئ إلى الواجهة مجدداً بعد انقطاع التيار الكهربائي الواسع في إسبانيا والبرتغال. في نهاية مارس، حاولت المفوضة الأوروبية لشؤون المساعدات وإدارة الأزمات، حدجة لاهبيب، إطلاق «اتحاد الاستعداد» بنبرة خفيفة، حيث ظهرت في مقطع فيديو على منصة «إكس» تستعرض محتويات حقيبتها، والتي تضمنت أدوية ونقوداً معلبة وطعاماً محفوظاً وراديو ترانزستور، مشيرة إلى أن هذه العناصر كافية للبقاء لمدة 72 ساعة خلال أزمة. إلا أن المبادرة قوبلت بموجة من السخرية والانتقادات، واعتبرها البعض «دعاية تخويفية». غير أن الانقطاع الكهربائي الواسع على شبه الجزيرة الإيبيرية أعاد تسليط الضوء على أهمية هذه الدعوة. تشمل استراتيجية الاستعداد الأوروبية نصائح طويلة الأمد، مثل بناء مخزونات استراتيجية وإجراء المزيد من التدريبات المشتركة، إلى جانب دعوة مباشرة للمواطنين لتجهيز الإمدادات الأساسية لتأمين احتياجاتهم لمدة ثلاثة أيام في حال وقوع أزمة. وقالت لاهبيب خلال مؤتمرها الصحفي في مارس: «عصر ما بعد الأمان قد بدأ، مع تصاعد الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية، وعلينا التعامل مع هذا الواقع بمسؤولية وهدوء وبمشاركة الجميع». حقائق حول اتحاد الاستعداد الأوروبي قدمت المفوضية الأوروبية في مارس استراتيجية لإنشاء اتحاد للاستعداد، بهدف تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على «منع التهديدات المستقبلية والتعامل معها». وقد حددت الاستراتيجية أربعة مجالات رئيسية للمخاطر: الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات وحرائق الغابات. الكوارث المرتبطة بالأنشطة البشرية مثل الحوادث الصناعية، وانقطاع الكهرباء، والأوبئة. التهديدات الهجينة مثل الهجمات السيبرانية، وحملات التضليل، وأعمال التخريب. الأزمات الجيوسياسية مثل النزاعات المسلحة. وتستند الخطة بشكل كبير إلى تقرير عن الاستعداد قدّمه الرئيس الفنلندي السابق ساولي نينيستو العام الماضي، بناءً على طلب من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. اقرأ أيضاً: نداء عاجل من وكالة الغذاء السويدية: ضرورة تخزين مياه الشرب في المنازل