تحذير صارم للشباب: "يخربون مستقبلهم بديونهم"

تشهد السويد تزايداً مقلقاً في ديون الأفراد لدى مصلحة جباية الديون (Kronofogden)، حيث يصل عدد المدينين إلى أكثر من 400,000 شخص. والمثير للقلق هو أن فئة الشباب بين 18 و25 عاماً تُسهم بشكل كبير في هذا التزايد، مما يهدد مستقبلهم المالي.

ديون مرتفعة وتأثيرات خطيرة:

تشير البيانات الجديدة إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد حالات التحصيل، حيث وصلت إلى 6.5 مليون حالة بين يناير ويوليو 2024. ويعزى هذا الارتفاع إلى عوامل مثل التضخم وزيادة أسعار المواد الغذائية وارتفاع أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن معظم هذه الحالات تتعلق بالإفراط في الاستهلاك، وهو ما يعكسه الاقتصادي ماغنوس هيدبرغ، الذي يرى أن الاقتراض بغرض الاستهلاك أصبح أمراً شائعاً ولكنه ضار.

منذ بداية العام، زادت ديون الأفراد لدى مصلحة جباية الديون بمقدار 10 مليارات كرونة، وهو رقم قياسي. وتوضح ماغدالينا كوالتشيك، الخبيرة الاقتصادية ومقدمة برنامج "Lyxfällan"، أن سهولة شراء السلع بالتقسيط أو عبر الائتمان دون التفكير في العواقب المالية المستقبلية هي من الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.

تأثيرات بعيدة المدى على الشباب:

الزيادة في الديون بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً تعتبر مقلقة بشكل خاص، حيث تعكس ضعف التوعية حول الإدارة المالية الشخصية. في الماضي، خلال فترة الفائدة المنخفضة، كان من السهل على الأفراد تجاوز صعوباتهم المالية، ولكن مع ارتفاع الفوائد وتزايد التكاليف، أصبح الإفراط في الاستهلاك مشكلة كبيرة لا يمكن تجاهلها.

يُعتبر السويديون من بين أكثر شعوب أوروبا مديونية، حيث تأتي السويد في المرتبة الثالثة بعد لوكسمبورغ والدنمارك. وفي ظل سوق غير منظم يمكن فيه الحصول على قروض رغم وجود عدة ملاحظات مالية، يبرز الخطر الحقيقي على المستقبل المالي للأجيال القادمة.

يشير تقرير جديد إلى أن الجيل الجديد "جيل ألفا" (7-14 عاماً) قد بدأ بالفعل في تبني سلوكيات استهلاكية مبكرة، متأثرين بشكل كبير بمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي. ويؤكد مقدمو برنامج "Lyxfällan" على أهمية دور الوالدين في توعية أبنائهم حول مخاطر هذه السلوكيات.

الخاتمة:

مع تزايد ديون الشباب في السويد، يصبح من الضروري تعزيز التوعية المالية وإعادة التفكير في السلوكيات الاستهلاكية. يجب على الآباء والمجتمع بأسره اتخاذ خطوات جدية للتصدي لهذه الأزمة المتفاقمة لحماية مستقبل الأجيال الشابة.