أعلنت شركة «LKAB» الحكومية السويدية، في يناير 2023، عن اكتشاف كميات ضخمة من معادن الأرض النادرة في منطقة كيرونا شمال السويد، تقدر بأكثر من مليوني طن من أكاسيد هذه المعادن. ويُعد هذا الاكتشاف مكسباً هائلاً للسويد والعالم، نظراً لأهمية هذه المعادن في الصناعات التقنية الحديثة، بما في ذلك صناعة السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والإلكترونيات. وقال يان موستروم، الرئيس التنفيذي لشركة LKAB، عند إعلان الاكتشاف: «هذه أخبار جيدة ليس فقط لشركتنا والمنطقة والسويديين، بل أيضاً لأوروبا والمناخ. إنها أكبر اكتشاف معروف من معادن الأرض النادرة في منطقتنا، وقد تصبح أساساً مهماً لتوفير المواد الخام الحيوية اللازمة لتحقيق التحول الأخضر». تحذيرات أمنية من الجيش السويدي ورغم أهمية هذا الاكتشاف، أطلقت القوات المسلحة السويدية تحذيرات من أن استغلال هذه الموارد قد يشكل تهديداً محتملاً لأمن البلاد. وأوضح كلايس كريستنسون، رئيس قسم الاستخبارات والأمن في المنطقة العسكرية الشمالية، أن تسارع وتيرة تأسيس الشركات والمناجم الجديدة قد يمثل خطراً قائلاً: «الموارد الطبيعية كانت عبر التاريخ سبباً في اندلاع النزاعات». الإسراع في إجراءات التعدين يثير القلق وسرّعت المفوضية الأوروبية من إجراءات منح تراخيص استخراج المعادن، إذ خُفضت مدة الترخيص من عشر سنوات إلى نحو عامين فقط في مارس الماضي، وهو ما أثار قلق المؤسسة العسكرية السويدية. وأضاف كريستنسون: «التحول الأخضر، مع وتيرته الحالية، قد يشكل تهديداً محتملاً لمصالح القوات المسلحة السويدية». وأشار المسؤول العسكري إلى عدة مخاطر محتملة، من بينها تدفق العمالة الأجنبية إلى السويد، مشيراً إلى أن روسيا قد تستغل هذه الحركة كوسيلة غير مباشرة لجمع المعلومات الاستخباراتية. كما شدد على أهمية مراقبة الشركات الأجنبية التي تؤسس أعمالاً جديدة في البلاد قائلاً:«علينا أن نعرف من هي هذه الشركات وما أهدافها الحقيقية». حقائق عن معادن الأرض النادرة تتكون معادن الأرض النادرة من 17 عنصراً معدنياً تتميز بخصائص توصيلية ومغناطيسية فريدة، وتعتبر أربعة منها – البراسيوديميوم، الديسبروسيوم، التيربيوم، والنيوديميوم – ذات أهمية خاصة. ورغم تسميتها بـ«النادرة»، إلا أن هذه المعادن متوفرة في قشرة الأرض بنسبة مقاربة للرصاص والقصدير. ما يجعلها «نادرة» نسبياً هو ندرة تواجدها بتركيزات عالية تسمح باستخراجها اقتصادياً. يقدّر الخبراء أن الاكتشافات الاقتصادية لهذه المعادن يمكن أن تغطي احتياجات العالم لأكثر من مئة عام، غير أن المخاوف الرئيسية تتعلق بسيطرة الصين على سلسلة القيمة لهذه المواد الحيوية.