شهدت الكرونة السويدية ارتفاعًا ملحوظًا أمام كل من اليورو والدولار خلال شهر فبراير، مسجلة أعلى مستوياتها مقابل اليورو منذ أكثر من عام. ورغم ذلك، لا تزال آثار هذا التحسن غير ملموسة بشكل واضح في الاقتصاد المنزلي، ما يثير التساؤلات حول استمرارية هذا الاتجاه. ارتفاع في قيمة الكرونة أمام العملات الأجنبية في 25 فبراير، بلغ سعر الدولار الأمريكي نحو 10.64 كرونة، بينما سجل اليورو 11.14 كرونة، مقارنة ببداية فبراير حين كان الدولار عند 11.20 كرونة واليورو عند 11.50 كرونة في يناير. ورغم هذا الارتفاع، فإن المستهلكين السويديين لم يلمسوا بعد تأثيرًا إيجابيًا واضحًا في ميزانياتهم، باستثناء أولئك الذين يخططون للسفر إلى الخارج، حيث أصبحت تكاليف الرحلات أقل نسبيًا بسبب تحسن سعر الصرف. وفي هذا السياق، أوضحت شوكا أورمان، الخبيرة الاقتصادية في SPP، قائلة: "التأثير الأولي والأكثر وضوحًا لهذا الارتفاع هو أن السويديين يحصلون على قيمة أفضل لأموالهم عند التعامل بالدولار أو اليورو، لكن انعكاس ذلك على الأسعار المحلية قد يستغرق وقتًا أطول." اقرأ أيضاً: انتعاش الكرونة السويدية.. أموالك تساوي أكثر الآن كيف تستفيد الشركات والمستهلكون؟ يمكن أن يكون لهذا التحسن تأثير إيجابي على أسعار السلع المستوردة، مثل الإلكترونيات، الملابس، والمواد الغذائية، حيث يؤدي ارتفاع قيمة الكرونة إلى خفض تكلفة الواردات. لكن الخبيرة الاقتصادية أورمان أشارت إلى أن التأثير الإيجابي على المستهلكين سيعتمد أيضًا على سياسة التسعير التي تتبعها الشركات، موضحة: "إذا استمر ارتفاع قيمة الكرونة لفترة طويلة، فقد تستفيد الشركات من انخفاض تكاليف الاستيراد، لكن السؤال هو ما إذا كانت هذه الفوائد ستنعكس على المستهلكين أم ستُستخدم لتعزيز هوامش الأرباح." اقرأ أيضاً: الدولار يتراجع أمام الكرونة.. ولكن لا تتوقعوا استمرار الانخفاض تأثير ضعف الكرونة على الاستثمارات لم يكن ضعف الكرونة في الفترات الماضية سلبيًا بالكامل، حيث استفاد العديد من المستثمرين السويديين الذين لديهم مدخرات في صناديق استثمارية عالمية، خاصة تلك التي تركز على الشركات الأمريكية، إذ أدت قيمة الكرونة الضعيفة إلى تحقيق عوائد أعلى عند تحويل الأرباح إلى العملة المحلية. وقد كان لنظام التقاعد السويدي المعروف باسم "صندوق المستريحين" (soffliggarfonden)، الذي يعتمد على استثمارات خارجية، مكاسب كبيرة بسبب ضعف الكرونة في السنوات الأخيرة. هل يجب تعديل استراتيجيات الادخار والاستثمار؟ مع بدء تعافي الكرونة، لا ترى أورمان أن هناك حاجة للمستثمرين لإعادة النظر في استراتيجياتهم المالية، قائلة:"بالطبع، تؤثر تحركات العملات على الاستثمارات، لكن اتخاذ قرارات مالية بناءً على تغيرات قصيرة الأمد قد يكون مخاطرة. من الأفضل الحفاظ على نهج استثماري طويل الأمد، بدلاً من محاولة توقع تحركات سوق العملات." كما نصحت بعدم التسرع في إجراء تغييرات جوهرية في المدخرات والاستثمارات استجابة لتحركات سوق الصرف الأجنبي، مشيرة إلى أن إدارة الصناديق الاستثمارية تتولى موازنة هذه التأثيرات ضمن استراتيجياتها. وأضافت: "من الأسهل إدارة النفقات اليومية والتخطيط للرحلات بناءً على الأوضاع الحالية، بدلاً من افتراض استمرار ارتفاع قيمة الكرونة."