تم العثور على ثلاثة أطفال محتجزين داخل منزل في ظروف "غير إنسانية" في بلدة فيتوريا بمقاطعة أستورياس شمالي إسبانيا، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق عاجل بحق الوالدين. التحقيقات كشفت أن الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و10 أعوام، لم يغادروا المنزل منذ عام 2021، ولم يتعرضوا لأشعة الشمس طوال تلك الفترة، في واقعة وصفتها وسائل الإعلام المحلية بأنها "بيت الرعب". القضية بدأت عقب بلاغ من إحدى الجارات التي لاحظت سماع أصوات الأطفال دون رؤيتهم في الشارع. وعند تدخل الحرس المدني، تبيّن أن الأطفال كانوا يعيشون في عزلة تامة، يرتدون الحفاضات ويخضعون لجدول صارم يحدد كل تفاصيل حياتهم اليومية. الوالدان، وهما ألماني وأمريكية، أبقيا الأطفال معزولين بشكل كامل عن المجتمع، واكتفى الأطفال بمراقبة العالم الخارجي عبر النوافذ. وأوضحت التحقيقات أن نمط الحياة هذا بدأ بعد جائحة كوفيد-19، حيث انسحب الوالدان بشكل كامل من المجتمع ولم يُسمح للأطفال بمغادرة المنزل منذ ذلك الحين. السلطات وجدت عند مداهمة المنزل قطة تعيش وسط فضلات، وكميات ضخمة من الأقنعة الطبية وأجهزة تنقية الهواء، في مؤشر على حالة هوس واضحة بالنظافة والوقاية. خلال المداهمة، ظهر الأب في حالة إرهاق وطلب من الضباط ارتداء الكمامات وعدم الاقتراب من أطفاله. كما لاحظت الشرطة أن الأطفال كانوا يرتدون طبقات متعددة من الكمامات. بعد تحريرهم، تم نقل الأطفال إلى مستشفى جامعي في أوفييدو لإجراء تقييم صحي شامل، حيث عبّروا عن فرحتهم الغامرة عندما لمسوا العشب لأول مرة منذ سنوات. كشفت الصحف المحلية أن المنزل من الخارج بدا عادياً، لكنه من الداخل كان مليئاً بالأوساخ والفوضى، مع حمام تحول إلى مكب للنفايات. كما تبيّن أن استهلاك الكهرباء كان مرتفعاً بشكل غير عادي بسبب أجهزة تنقية الهواء، ما أثار شكوك مالكة العقار. السلطات الإسبانية اعتقلت الوالدين وأحالتهما إلى الحبس الاحتياطي، بينما نُقل الأطفال إلى رعاية الخدمات الاجتماعية، حيث يتلقون الدعم الصحي والنفسي اللازم. التحقيقات لا تزال جارية لتحديد ملابسات القضية الكاملة وظروف احتجاز الأطفال بهذه الطريقة غير الإنسانية.