لقي 38 راكباً مصرعهم يوم الأربعاء بعد تحطم رحلة الخطوط الجوية الأذربيجانية رقم 8432 أثناء محاولتها الهبوط اضطرارياً بالقرب من مدينة أكتاو في كازاخستان. وأكدت مصادر حكومية أذربيجانية بشكل حصري لـ«يورونيوز» يوم الخميس أن صاروخاً روسياً مضاداً للطائرات تسبب في تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكتاو. وأوضحت المصادر أن الصاروخ أُطلق باتجاه الطائرة أثناء نشاط جوي للطائرات المُسيّرة فوق مدينة غروزني، وانفجر بجانب الطائرة في الجو، مما أدى إلى إصابة الركاب وطاقم الطائرة بشظايا الصاروخ. وذكرت المصادر أن الطائرة المتضررة لم يُسمح لها بالهبوط في أي من المطارات الروسية رغم طلب الطيارين ذلك. وبدلاً من ذلك، أُمرت بالتحليق فوق بحر قزوين باتجاه أكتاو في كازاخستان. وتُشير البيانات إلى أن أنظمة الملاحة GPS للطائرة كانت مُعطّلة طوال مسار الرحلة فوق البحر. وبحسب وسائل إعلام مقرها باكو، منها «أنيورز»، فإن الصاروخ أُطلق من نظام دفاع جوي روسي من طراز Pantsir-S. وأكدت مصادر روسية أنه في الوقت الذي كانت الطائرة الأذربيجانية تحلق فوق منطقة الشيشان، كانت قوات الدفاع الجوي الروسية تحاول التصدي لطائرات مُسيّرة أوكرانية. من جهته، صرح رئيس مجلس الأمن في جمهورية الشيشان، حمزات قديروف، بأن هجوماً بالطائرات المُسيّرة استهدف مدينة غروزني صباح الأربعاء، لكنه أكد عدم وقوع إصابات أو أضرار. في حال تأكدت هذه البيانات الأولية، فسيكون هذا الحادث هو الثاني خلال عقد من الزمن الذي تتسبب فيه القوات الروسية في إسقاط طائرة تجارية، بعد حادثة تحطم طائرة MH17 في أوكرانيا. وتُشير التقارير إلى أن ضحايا الحادث الأخير شملوا مواطنين روساً ومن دول مجاورة. ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان واقعة سابقة في نوفمبر 2018 عندما فقدت طائرة من طراز Embraer 190 تابعة لشركة Air Astana أنظمتها الهيدروليكية فوق البرتغال، لكنها تمكنت من الهبوط بسلام بمساعدة القوات الجوية البرتغالية. وتتواصل التحقيقات للكشف عن ملابسات إطلاق الصاروخ، ورفض السماح للطائرة بالهبوط في مطار روسي قريب، وإصدار أوامر بتحليقها فوق البحر رغم تعرضها لأضرار جسيمة.