كشفت منظمة Larmtjänst، التابعة لشركات التأمين السويدية، عن ظاهرة متزايدة تتمثل في تهريب مئات السيارات السويدية إلى روسيا، حيث تُباع بشكل علني في الأسواق المحلية، لا سيما عبر منصة Avito، أكبر موقع تسوق إلكتروني في روسيا. ووفقاً لتقرير صادر عن راديو السويد (Sveriges Radio)، تضم السوق الروسية حوالي 250 سيارة من طراز Toyota RAV4 مسروقة من السويد، وهي تُعتبر ذات جودة أعلى مقارنة بنظيراتها المحلية، بسبب الاهتمام السويدي بالعناية بالسيارات. الطلب المتزايد على السيارات الأوروبية تأتي هذه الظاهرة نتيجة توقف مبيعات السيارات الجديدة في روسيا بسبب العقوبات المفروضة على البلاد إثر غزو أوكرانيا. السيارات الأوروبية، خصوصاً الفاخرة منها، تُعتبر رمزاً للرفاهية والمكانة الاجتماعية في روسيا. وقال نيكلاس أنتونسون، محقق لدى شركة Larmtjänst: "هناك طلب كبير جداً على هذه السيارات. السوق الروسية تُفضل السيارات الأوروبية، وتعتبرها ذات جودة عالية ومستوى راقٍ." تُظهر التقارير الإعلامية الدولية أن عمليات تهريب السيارات من دول الاتحاد الأوروبي إلى روسيا تتم بطرق مختلفة. وقد سلطت وسائل إعلام فنلندية، مثل Yle، الضوء على استخدام الأراضي الفنلندية كمعبر رئيسي لهذه العمليات. في إحدى التحقيقات، تعقب صحفيون فنلنديون سيارة من طراز Lexus عبر جهاز تتبع، ليكتشفوا أنها نُقلت إلى سيبيريا مروراً بفنلندا. وأعربت وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونن عن قلقها الشديد حيال هذه العمليات، قائلة: "هذا الأمر لا ينبغي أن يكون ممكناً. علينا جميعاً تحمل المسؤولية والعمل على تعزيز فعالية العقوبات ومنع تجاوزها." زيادة ملحوظة في السرقة بحسب نيكلاس أنتونسون، شهدت السويد زيادة كبيرة في سرقة السيارات منذ بدء الحرب في أوكرانيا. "قبل الغزو الروسي، كنا نرصد سيارة واحدة فقط في روسيا سنوياً، أما الآن فنكتشف وجود سيارة واحدة على الأقل شهرياً." وأشار إلى أن ثلاث سيارات تُسرق يومياً من السويد، ويُعتقد أن جزءاً منها يتم تهريبه إلى روسيا.عمليات السرقة تُنفذ بطرق متعددة، تشمل نشاطات لعصابات منظمة وأخرى فردية، بالإضافة إلى عمليات احتيال تتضمن شراء السيارات عبر قروض أو عقود تأجير.