كشفت دراسة شاملة أجرتها الاتحاد الأوروبي أن سكان القارة يتعرضون لمستويات عالية وغير آمنة من المواد الكيميائية المؤذية للصحة. وحسب نينجا راينيكي Ninja Reineke، المديرة العلمية لمنظمة البيئة كيم ترست Chem Trust، أظهرت البيانات أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضةً لهذا التلوث. وتم جمع البيانات من 22 دولة في الاتحاد الأوروبي، بعد تحليل عينات الدم والبول للكشف عن مستويات المواد الكيميائية المختلفة. ومن بين النتائج المروعة، تم الكشف عن مستويات غير صحية من مثبطات اللهب في 99% من الأطفال، ووجود المادة الكيميائية المعروفة بـ PFAS في أجسام العديد من الأطفال والشباب.كما أعرب كارل-غوستاف بورنيهاج Carl-Gustaf Bornehag، أستاذ علوم الصحة العامة في جامعة كارلستاد، عن قلقه من هذه المؤشرات، مشيراً إلى أن التعرض للمواد الكيميائية المخربة للهرمونات أمر شائع وأن القيم تتجاوز ما يعرف بأنه خطر.وحذر من أن الصناعة الكيميائية قوية، وتحتاج إلى سياسيين شجعان لتحقيق التقدم في مكافحة هذه القضايا. واقترح أن يتم العمل بشكل أكبر على التعامل مع مجموعة متنوعة من المواد الكيمائية المشابهة في الوقت نفسه، بدلاً من التركيز على مادة واحدة في المرة الواحدة.وأظهرت الدراسة أن الأطفال في فرنسا وإيطاليا وسلوفينيا يمتلكون أعلى مستويات الفثالات في الاتحاد الأوروبي، في حين أن السويد وبلجيكا وبولندا هي من بين الدول ذات المستويات الأدنى.ودعت راينيكي الاتحاد الأوروبي إلى تشديد التشريعات بسرعة وتحديد الاستخدام المسموح به للمواد الكيميائية الضارة بالصحة. كما تناشد اللجنة الأوروبية أن تواكب وعودها السابقة بتحديث التشريعات الكيميائية، خوفاً من عدم حماية الأشخاص بشكل كافٍ.