في قصة تحمل في طياتها الكثير من الشجاعة والإصرار، تمكنت سيدة سورية وابنتها من الحصول على درجة البكالوريوس بعد تسع سنوات من وصولهما كلاجئتين إلى الولايات المتحدة.
وفي حفل تخرج أقيم في جامعة وليام باترسون بنيوجرسي، ألقت الشابة رشا أحمد كلمة تحفيزية ألهمت الحاضرين، حيث أكدت على أهمية العمل الجاد والتفاني وعدم إضاعة الوقت وذلك من أجل تحقيق النجاح في التعليم والحياة بشكل عام.
آخر الأخبار
تاريخ وصول ستناي حاج بي وابنتها رشا إلى الولايات المتحدة يعود إلى اندلاع الثورة السورية في عام 2011، حيث قررت الأسرة البحث عن مستقبلٍ آمن ومستقر بعيداً عن الحرب والصراعات التي تجتاح بلادهم. وبعد ثلاث سنوات من الثورة، قرروا طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة واستقروا في نيو جيرسي، وهناك بدأت رحلة بناء حياة جديدة مليئة بالتحديات والفرص.

ورغم أنهما كانتا تعملان بدوام كامل لكسب لقمة العيش، إلا أن رشا ووالدتها وجدتا الوقت والطاقة لمواصلة تعليمهما. فبعد فترة قصيرة من وصولهما، نجحت رشا في الحصول على شهادة جامعية من كلية باسيك (Passaic County Community College)، وقررت الانضمام إلى جامعة وليام باترسون. وفي الوقت نفسه، قررت والدتها الالتحاق بمقاعد الدراسة أيضاً.
وبهذا الصدد، صرّحت رشا قائلة: "لقد عملنا بجد.. كان لدينا وظائف بدوام كامل بالإضافة إلى دراستنا. أشعر بأن حلمنا تحول إلى حقيقة الآن".
لكن طموح رشا ووالدتها لم يتوقف عند هذا الحد، لأنهما تخططان الآن لمتابعة تعليمهما والحصول على درجة الماجستير، حيث تقول رشا: "بغض النظر عن الحرب أو أي ظروف أخرى، فإن التعليم يأتي في المقام الأول في حياة أي شخص".

ووفقاً لتقرير نشره موقع جامعة وليام باترسون، حيث درست رشا ووالدتها، ذُكر أن والد رشا لم يتمكن من الحصول على حق اللجوء، ولكنه استفاد مؤخراً من إجراءات لم الشمل وسيجتمع أخيراً بزوجته وابنته بعد غياب دام تسعة أعوام.
وأوضحت حاج بي ما حدث قائلة: "لم يكن بإمكانهم العودة إلى سوريا، وبسام (زوجها) لم يكن لديه تأشيرة للمجيء إلى هنا". وأضافت في حديث لموقع الجامعة: "صدق أو لا تصدق، إنه أسعد منا، فهو يشعر بالسعادة بسبب تخرج زوجته وابنته في نفس الوقت".