ستنتهي صلاحية تذكرة الـ 9 يورو في ألمانيا في نهاية شهر أغسطس/ آب، ولكن الكثير من الناس يتوقون إلى تمديدها، أو تقديم عرض لتذكرة مماثلة، ونحن ننظر إلى ما يقوله السياسيون والخبراء، وتأثير هذه التذكرة على السكان.يمكننا القول إن تجربة التذكرة الشهرية بقيمة 9 يورو قد تركت بصمتها في ألمانيا، فبعد إطلاقها في يونيو/ حزيران الماضي، استفاد ملايين الأشخاص من هذا العرض المخفّض بشدة، حيث يسمح للناس بالسفر في جميع وسائل النقل العام في جميع أنحاء ألمانيا بما في ذلك القطارات الإقليمية مقابل 9 يورو فقط شهرياً، أي حوالي 27 يورو لمدة ثلاثة أشهر.تختلف التذاكر الشهرية العادية في جميع أنحاء البلاد، ولكنها عادةً ما تكلف حوالي 80 يورو إلى 100 يورو، ولكن هل أقنعت الناس بالتحوّل من سياراتهم إلى وسائل النقل العام؟ وما هي الرغبة السياسية في تمديد التذكرة أو البقاء على تذكرة مماثلة بعد انتهاء العرض في نهاية شهر أغسطس/ آب؟ما الذي يقوله السياسيون عن تذكرة الـ 9 يورو؟الحكومة الائتلافية الألمانية المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتحالف الخضر والحزب الديمقراطي الحر منقسمة حول مستقبل تذاكر النقل منخفضة التكلفة، حيث يسعى تحالف الخضر الصديق للمناخ أن تدخل حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن بعد انتهاء عرض الـ 9 يورو، حيث قال ستيفان جيلبار Stefan Gelbhaar خبير النقل في المجموعة البرلمانية الخضراء في البوندستاغ (البرلمان الألماني) إن التذكرة "مصدر إلهام" لا ينبغي السماح لها بالتلاشي، وقال أيضاً: "يمكن أن نجد حلاً مؤقتاً لفصل الخريف"، مضيفاً أنه يمنح الخبراء والسياسيين الوقت الكافي لتحليل الشكل الذي يمكن أن تبدو عليه التذكرة الدائمة بالضبط، ولكي يحدث هذا يجب أن تتوصل وزارة النقل والولايات الفيدرالية إلى اتفاق وبأسرع وقت ممكن.وصف وزير النقل فولكر فيسينغ Volker Wissing، من حزب الديمقراطي الحر (FDP)، التذكرة مراراً بأنها "نجاح"، ولكنها تتعثر عندما يتعلق الأمر بمسألة التمويل الحاسمة، ويشير إلى أن الدول تتحمل المزيد من التكاليف، ويقول لاندر Länder إنهم مهتمون بـ"تذكرة متابعة" follow-up ticket (أي بمجرد إغلاق التذكرة لا يمكن تغييرها أو إعادة فتحها، ومع ذلك فإن أي رد على تذكرة مغلقة من أي قناة سيؤدي تلقائياً إلى إنشاء تذكرة متابعة، ما يؤدي إلى إنشاء تذكرة جديدة تشير إلى التذكرة المغلقة وتسحب البيانات من التذكرة الأصلية إلى التذكرة الجديدة)، لكنهم يرون أن دور الحكومة الفيدرالية هو زيادة التمويل.في غضون ذلك، استبعد وزير المالية كريستيان ليندنر Christian Lindner وهو أيضاً من الحزب الديمقراطي الحر، مراراً وتكراراً تذكرة متابعة بقيمة 9 يورو، قائلاً إن الميزانية غير كافية، وقال لصحيفة بيلد آم سونتاغ Bild am Sonntag: "إن تخفيض الوقود وتذكرة الـ 9 يورو على وشك الانتهاء، ولن تكون هنالك لائحة متابعة"، ولكن الخبراء مثل فيليب كوسوك Philipp Kosok من مركز الأبحاث Agora Verkehrswende، يقولون إن كلا الجانبين "ينتميان".ما هو تأثير التذكرة حتى الآن؟في البداية، كانت تذكرة الـ 9 يورو في الأساس أداة اجتماعية وسياسية، بمثابة هدية للشعب في ألمانيا وسط ارتفاع تكاليف المعيشة (رغم أنها تموّل من عائدات الضرائب)، وتشير الدراسات الأولية إلى أنها لم تستطع تحقيق الأهداف الرئيسية المتمثلة بإخراج الناس من سياراتهم.قال كريستيان بوتغر Christian Böttger أستاذ النقل في جامعة برلين للعلوم التطبيقية: "لدينا تأثير ضئيل للغاية في التحول، لذا لا يبدو أن فكرة تحول الناس من السيارات جيدة"، حيث يظهر ذلك من خلال بيانات الهاتف المحمول، والتي يمكن استخدامها لتقييم الطرق التي يسلكها الناس، وبدلاً من ذلك أصبح العملاء الذين يستخدمون وسائل النقل العام على أي حال يستخدمونها الآن بشكل أكبر بفضل التذكرة، ومع ذلك فإن يان شلوتر Jan Schlüter الباحث في مجال التنقل في مدينة دريسدن Dresden أكثر إيجابية في الاستطلاع الذي أجراه، حيث قال إن 7% من سائقي السيارات سيحاولون الآن استخدام وسائل النقل العام، وقال: "الـ 7% عدد هائل، لأنها فترة زمنية محدودة فقط"، وأضاف: "كم عدد الأشخاص الذين سيغيّرون عاداتهم؟"كم يمكن أن تكلف التذكرة الدائمة؟رغم أن البعض يطالب بتمديد تذكرة الـ 9 يورو لفترة محدودة، يعتقد معظم الناس أن هذا غير مستدام على المدى الطويل، حيث قال ستيفان جيلبار Stefan Gelbhaar من تحالف الخضر: "لقد كان عرضاً رائعاً لمدة ثلاثة أشهر، ولكن الجميع يعلم أن التنقل يكلف المال، فالناس على استعداد لإنفاق ذلك".فكرة أنه ليس من الضروري أن تكون رخيصة جداً مدعومة ببيانات المسح الأولية، اعتماداً على المكان الذي يعيش الناس فيه، حيث أنهم على استعداد لدفع المزيد بشكل كبير، ففي المدن على سبيل المثال يرغبون في دفع حوالي 60 يورو، وكما يقول شلوتر Schlüter من جامعة دريسدن التقنية: "في المناطق الريفية يتم دفع نحو 100 يورو أو أكثر".اقترح اتحاد شركات النقل الألمانية تذكرة بقيمة 69 يورو شهرياً، ولكن حتى هذا السعر يعني أنها ستحتاج إلى دعم بقيمة 2 مليار يورو، كما كانت هنالك أيضاً مناقشات للحصول على تذكرة سنوية بقيمة 365 يورو وتذكرة شهرية بقيمة 29 يورو، وأيضاً جرت مناقشات حول الأسعار المتفاوتة اجتماعياً بدلاً من تذكرة واحدة للجميع، حيث يمكن لتحالف الخضر على سبيل المثال تخيّل ذلك بشكل خاص أثناء أزمة الطاقة، ولكن يقول آخرون إن البساطة هي المفتاح، وإن التعريفة الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثير في دفع الناس للتخلي عن سياراتهم.هل ستذهب مناطق مختلفة في طريق تذكرة الـ 9 يورو؟في نهاية الأسبوع، قالت وزارة النقل في ساكسونيا السفلى إنها تنظر في إمكانية إصدار تذكرة إقليمية يمكن تطبيقها على ولايات شمال ألمانيا، وقالت: "إذا لم يكن من الممكن الحصول على تذكرة على مستوى البلاد، فيمكن للولايات الخمس الواقعة في شمال ألمانيا أن تأتي بشيء ما كبديل".قال وزير النقل في الولاية بيرند ألتوسمان Bernd Althusmann إن حلّ المتابعة لن يكون ممكناً إلا بزيادة كبيرة في التمويل الفيدرالي، وقال: "لا يمكن أن تبدأ الحكومة الفيدرالية بالتذكرة، وتترك التنفيذ للولايات، وتسمح لنفسها بالاحتفال بالنجاح ثم لا تريد تحمل مسؤولية حل المتابعة".مرة أخرى، فإن تمويل التذكرة هو الذي يمنع أي شخص من إيجاد حل لمستقبل النقل منخفض التكلفة في ألمانيا.