تمثل الإعانات الصحية في السويد جزءاً محورياً من نظام الضمان الاجتماعي، إلا أن أحدث تحليل صادر عن هيئة التأمينات الاجتماعية السويدية (Försäkringskassan) يظهر تغيرات جذرية في تركيبة المستفيدين من هذه الإعانات خلال العقدين الأخيرين. ففي ديسمبر 2024، بلغ عدد المستفيدين من إعانة المرض (المعروفة سابقاً باسم التقاعد المبكر) نحو 220 ألف شخص، أي ما يعادل 3.5% من سكان السويد الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و65 عاماً. للمقارنة، كانت هذه النسبة قبل 20 عاماً تصل إلى 9.6% لنفس الفئة العمرية. وتعزو الهيئة هذا الانخفاض الكبير إلى التعديلات التشريعية التي أُدخلت عام 2008، والتي حدّت من إمكانية حصول العاملين في المهن الشاقة جسدياً على إعانة المرض، بدعوى أنهم ما زالوا قادرين على أداء وظائف أخف بدنية. أمراض نفسية في الصدارة ويكشف التقرير أن التغيرات لم تقتصر على الأعداد فقط، بل شملت أيضاً نوعية المستفيدين. ففي عام 2004، كانت 31% من حالات الإعانة تعود لأسباب نفسية، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 53% بحلول عام 2024. وفي الوقت ذاته، تضاعفت نسبة المستفيدين من الإعانة على مستوى الحد الأدنى (الضمان الاجتماعي) ثلاث مرات خلال الفترة نفسها، حيث انتقلت من 10% إلى نحو 33%. وتوضح كارين أندرسون، المحللة في Försäkringskassan، أن التركيبة الحالية تميل أكثر إلى الأفراد الذين لم يتمكنوا من دخول سوق العمل بالأساس، وغالباً ما يكونون من ذوي الإعاقات النفسية أو المصابين باضطرابات نمائية وعصبية، بينما تراجعت حالات الإعانة المتعلقة بأمراض الجهاز الحركي وأولئك الذين كانوا يحصلون على إعانة بناءً على دخلهم السابق. انعكاسات اقتصادية واجتماعية من أبرز نتائج هذا التحول، تزايد عدد المستفيدين من الإعانة الصحية الذين يحتاجون إلى دعم إضافي على شكل بدل سكن، مما يعكس هشاشة الوضع المالي لهذه الفئة. ويُذكر أن قيمة الإعانة القصوى لمتلقي الضمان الاجتماعي تبلغ حالياً 13,622 كرونة شهرياً قبل الضرائب، وهي مخصصة لمن تجاوزوا 30 عاماً ولم يكن لديهم دخل سابق، في حين يحصل من لديهم تاريخ وظيفي على ما يصل إلى 64.7% من متوسط دخلهم السابق، بحد أقصى 23,777 كرونة شهرياً قبل الضرائب. التحليل في سطور تزايد نسبة المستفيدين من الإعانة الصحية دون سوابق وظيفية والذين يحصلون فقط على ضمان اجتماعي. الأمراض النفسية أصبحت السبب الرئيسي لمنح إعانة المرض. تغيرت تركيبة الأمراض النفسية بين المستفيدين، حيث ازدادت حالات الاضطرابات النمائية والعصبية، بينما تراجعت حالات الاكتئاب والقلق. متوسط أعمار المستفيدين يبلغ 54 عاماً، وعدد النساء بينهم يفوق عدد الرجال. عدد المستفيدين في ديسمبر 2024 بلغ 220 ألف شخص. ما هي إعانة المرض؟ إعانة المرض تمنح للأشخاص الذين يعانون من أمراض أو إعاقات مستمرة تؤدي إلى فقدان دائم للقدرة على العمل في جميع المهن. لا تُمنح هذه الإعانة إلا بعد تقييم دقيق يؤكد عدم وجود جدوى من إعادة التأهيل الطبي أو المهني. ويستفيد الحاصلون عليها من دعم مالي شهري قد يكون مبنياً على دخلهم السابق أو ضماناً اجتماعياً لأولئك الذين لم يسبق لهم العمل.