أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأربعاء عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية وصفها بـ«الانتقامية» ضد عدد من الدول، من بينها الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً بنسبة 20% على واردات من دول الاتحاد، إلى جانب 25% على جميع السيارات المصنعة خارج البلاد. وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي حاشد في حديقة الورود بالبيت الأبيض، التي زُينت بالأعلام الأميركية: «هذا اليوم سيُذكر بوصفه اليوم الذي أُعيدت فيه النهضة للصناعة الأميركية. لقد تم نهب بلادنا من قبل أعداء وأصدقاء على حد سواء». وأضاف: «الرسوم الانتقامية تعني ببساطة أننا سنرد بالمثل. إذا فرضوا علينا، سنفعل الشيء ذاته. الأمر في غاية البساطة». قائمة بالرسوم الجديدة خلال المؤتمر، عرض ترامب لوحة تضم نسب الرسوم المفروضة على عدد من الدول. وبحسب القائمة، ستُفرض رسوم بنسبة 20% على واردات من الاتحاد الأوروبي، و10% على المملكة المتحدة، و34% على الصين، و32% على تايوان، و15% على النرويج. وأوضح أن هذه الرسوم تُضاف إلى رسوم سابقة مفروضة بالفعل، ما يجعل النسبة على الصين، على سبيل المثال، تصل إلى 54%. من المقرر أن تدخل الرسوم الأساسية حيز التنفيذ في 5 أبريل، فيما تبدأ الرسوم «الانتقامية» المحددة في 9 أبريل، وفقًا لما أعلن عنه ترامب، الذي وقّع لاحقًا على قرار تطبيق الرسوم. اقرأ أيضاً: رسالة من السويد إلى واشنطن: «لن نقف مكتوفي الأيدي» رد السويد: «لا نريد حربًا تجارية» وفي أول رد فعل رسمي، عبّر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون (عن حزب المحافظين) عن أسفه تجاه القرار الأميركي، وقال في كلمة نشرها على منصة «إكس»: «التعاون القائم على التجارة الحرة ساهم في تعزيز السلام حول العالم. نأسف بشدة لأن الولايات المتحدة تسلك مساراً يقوم على تقييد التجارة من خلال الرسوم». وأضاف كريسترشون: «لا نريد حربًا تجارية، لكننا مستعدون للتعامل مع تداعيات ما يحدث. لدينا أساس اقتصادي قوي، ومالية عامة تُعد من بين الأفضل في العالم. وسأواصل الدفاع عن التجارة الحرة داخل الاتحاد الأوروبي». وأكد أن الحكومة السويدية «مستعدة بشكل جيد»، وأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتحرك بشكل مشترك، مشيراً إلى أن الاتحاد يُعد «قوة اقتصادية وتجارية تضم 450 مليون مستهلك»، وهو ما يمنحه «قوة كبيرة على الساحة العالمية». ترامب: «أخيرًا نضع أميركا أولاً» وشدد ترامب خلال كلمته على أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد الأميركي، قائلًا: «أخيرًا نضع أميركا في المقام الأول». كما أعاد التأكيد على فرض رسوم بنسبة 25% على جميع السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة. ورغم أن هذه الخطوة تندرج ضمن وعوده الانتخابية لتعزيز الاقتصاد الأميركي، حذر محللون من تداعياتها، مشيرين إلى أنها قد تثير حربًا تجارية شاملة وتُدخل الاقتصاد العالمي في دوامة ركود. وأفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» بأن الأسواق المالية أبدت قلقًا بالغًا من هذه القرارات، فيما حذر خبراء اقتصاديون من أن الإجراءات قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتضر بالنمو الاقتصادي العالمي.