في حدث تاريخي غير مسبوق، افتتحت تركيا اليوم الثلاثاء نفق "مرمراي" العملاق، الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا تحت مياه البوسفور في اسطنبول. النفق، الذي يعد "ورشة القرن" بحسب السلطات التركية، يمتد لمسافة 14 كيلومتراً، منها 4.1 كيلومتر تحت الماء، وذلك وفق ما ذكرت dw الألمانية.اُفتتح النفق في احتفالية ضخمة، وهو مخصص للسكك الحديدية، حيث يهدف إلى تسهيل حركة التنقل بين القارتين، والتي يقوم بها يومياً ملايين الأشخاص من سكان اسطنبول. ويأتي افتتاح النفق في الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية التركية في عام 1923.وفي حديثه حول ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، خلال الاحتفال بأن "حلماً عمره عقوداً يتحقق اليوم، هذا المشروع حلم عمره 150 عاماً، أجدادنا فكروا فيه ونحن نفذناه". وأضاف أردوغان، الذي قاد القطار في أولى تجاربه في النفق: "إن هذا المشروع سيكون له أثر إيجابي كبير على المدينة".Foto: AP/TTرغم ذلك، واجه المشروع انتقادات واسعة، وخاصة خلال الاحتجاجات التي شهدتها تركيا في حزيران/يونيو الماضي، حيث اعتبر البعض أن المشاريع الكبرى التي تنفذها الحكومة تمثل دليلاً على "الانحراف التسلطي".لكن تايفون خرمان، رئيس "غرفة المهندسين" في اسطنبول، دافع عن المشروع بقوله: "إنه مشروع مهم تحتاج إليه المدينة العملاقة وسيقلص حجم الغازات الدفيئة المضرة بالمناخ". وأعرب خرمان عن أسفه لعدم ربط النفق بشكل كامل بباقي شبكة النقل في المدينة حتى الآن، مشيراً إلى أن "القسم الموضوع في الخدمة محدود جداً".يذكر أن الفكرة الأولى لحفر نفق تحت البوسفور تعود إلى السلطان العثماني عبد المجيد في عام 1860، لكن غياب الوسائل التقنية والأموال الكافية حال دون تنفيذها في ذلك الوقت.