يعاني عدد متزايد من الشباب في السويد من صعوبات في دخول سوق العمل، نتيجة للمتطلبات المرتفعة من أرباب العمل، وفق ما أظهرته دراسة جديدة. وبيّنت الدراسة أنّ أكثر من نصف الشباب يشعرون بالقلق والضغط بسبب وضعهم المهني. وقال دانييل أوليمير، مدير مشروع "تقرير القابلية للتوظيف" في شركة "بليوا" للتأمين: «من الواضح أنّ البطالة لا تؤثر فقط على الأوضاع المالية للشباب، بل أيضاً على ثقتهم بأنفسهم وصحتهم النفسية». وتبلغ نسبة البطالة في السويد حالياً 9 في المئة، ما يجعل من الصعب على الكثير من الشباب الدخول إلى سوق العمل. تقول أوليفيا ستاتين: «الأمر صعب جداً، خصوصاً لمن ليس لديه خبرة سابقة. التحدي الأكبر هو أن يلاحظك أحد». وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ ستة من أصل عشرة شبّان عاطلين عن العمل، تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً، يعانون من القلق والضغط النفسي المرتبطين بوضعهم المهني. كما يؤثر الغموض في المستقبل سلباً على دافعهم للبحث عن عمل. ويقول ألكسندر إنغلهارت، أحد المشاركين في الدراسة: «لقد قدّمت حوالي 25 طلباً، ولم أتلقَ سوى رد واحد. أشعر أن الأمر صعب، فلا أحد يرد». ارتفاع المتطلبات ومخاطر على الصحة النفسية ويعتقد 65 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً أن متطلبات الخبرة العملية مرتفعة جداً. هذا التحدي يجعل بعضهم يتردّد حتى في التقدّم للوظائف، ما يزيد من احتمال بقائهم خارج سوق العمل لفترة طويلة، وبالتالي يزيد من المخاطر الاقتصادية والنفسية. ويفتقر ثلث المتقدمين الشباب إلى أيّ رد من أرباب العمل بعد تقديمهم الطلبات، ما يعمّق مشاعر الإحباط لديهم. وقال أوليمير: «الخطر كبير بأن يفقد الشاب الدافع لمواصلة البحث عن عمل. حينها نصل إلى وضع لا يجرؤ فيه الشاب على التقدّم للوظائف. هنا، يتحمل أصحاب العمل مسؤولية مراجعة مدى واقعية المتطلبات التي يفرضونها». متطلبات العمل تُثني الشباب عن التقدّم وبحسب التقرير، فإن قرابة نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً ترددوا في التقدّم للوظائف بسبب ارتفاع سقف المتطلبات. ويرى أوليمير أن الكفاءات الشخصية قد تكون أهم من المؤهلات، قائلاً: «في كثير من الأحيان، تكون الصفات الشخصية هي الأهم، ويمكن أن نجد بين هؤلاء الكثير من الأشخاص المناسبين». ويتفق معه أندش غرين، المسؤول في مكتب العمل السويدي المتخصص في قضايا الشباب، قائلاً: «يجب على أصحاب العمل أن يجرؤوا على منح الفرص لمن ليست لديهم خبرات سابقة أو تعليم رسمي. علينا توسيع النظرة حول من هو الشخص المناسب للوظيفة، خاصة في المستويات المبدئية».