تشير دراسة حديثة إلى أن العديد من السويديين يعانون من إدمان بخاخات الأنف، وهو اتجاه متزايد يدعمه ارتفاع كبير في المبيعات. سارة أوريانسدوتر بولسون، 32 عاماً، واحدة من هؤلاء المستخدمين، حيث تعتمد على البخاخ بشكل يومي منذ مراهقتها. تقول سارة: «في بعض الأحيان، اضطررت إلى البحث عبر الإنترنت عن طرق لاستخراج آخر قطرات من البخاخ، وعندها شعرت وكأنني مدمنة حقيقية». ارتفاع حاد في المبيعات والاستهلاك بحسب استطلاع أجرته مؤسسة "سيفو" بتكليف من صيدليات "هارتات"، فإن 12% من السويديين يستخدمون بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان عدة مرات شهرياً، فيما أقرّ نصفهم تقريباً بأنهم مدمنون عليها. تعلق كاثارينا كلاسون، رئيسة قسم الصيدلة في "هارتات"، قائلة: «ليس من المستغرب أن يصبح الناس مدمنين على هذه المنتجات، إذ يسهل تطوير هذا النوع من الاعتماد». تشير بيانات هيئة الصحة الإلكترونية السويدية إلى ارتفاع قياسي في مبيعات بخاخات الأنف. ففي عام 2014، بيع 10 ملايين عبوة، أي ما يعادل 1,040 عبوة لكل 100 ألف شخص، بينما ارتفع الرقم في عام 2023 إلى 18.6 مليون عبوة، بواقع 1,765 عبوة لكل 100 ألف شخص. وتوضح كلاسون: «الكثير من الأشخاص لا يدركون أن الأدوية التي تُباع بدون وصفة طبية يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. وهذا يجعل البعض يدخلون في حلقة إدمانية دون أن يكونوا على دراية بذلك». تأثيرات جانبية خطيرة للإفراط في الاستخدام سارة، التي تستخدم بخاخ الأنف منذ 15 عاماً، تحتفظ دائماً بعبوة في حقيبتها، جيب معطفها، وأدراج مكتبها في العمل. وتقول إنها تحتاج إلى استخدامه كل ساعة تقريباً بسبب احتقان مستمر في الأنف. وتضيف: «أنا أعيش في شمال السويد، حيث قد يستغرق الوصول إلى أقرب متجر نصف ساعة، وأحياناً أضطر للذهاب فقط لشراء بخاخ الأنف». الاستخدام المستمر للبخاخ أدى إلى تضرر الأغشية المخاطية لديها، مما أثر على حاسة الشم والتذوق، كما أنها تعاني أحياناً من نزيف في الأنف عند الاستيقاظ. حاولت الإقلاع عنه لعدة ليالٍ، لكنها لم تستطع المقاومة. وتصف تجربتها قائلة: «إذا نفد البخاخ قبل النوم، أشعر بالذعر. لمجرد التفكير في ذلك، أشعر بأن أنفي مسدود تماماً. إنها أسوأ لحظة يمكن أن أمر بها، وهذا يؤكد أنني مدمنة عليه». غياب التحذيرات من الصيدليات رغم تفشي الظاهرة على الرغم من استخدامها المستمر للبخاخ طوال هذه السنوات، تؤكد سارة أنها لم تتلقَّ أي تحذير أو توصية ببديل من أي صيدلي أو موظف متجر. وتقول: «أعتقد أنه كان عليهم أن يسألوا أكثر، أو على الأقل ينبهوني إلى المخاطر». من جانبها، توضح كلاسون أن موظفي الصيدليات مكلفون بتقديم النصائح للزبائن عند شراء أدوية البرد، لكنها تقرّ بأن هناك حاجة لتحسين طرق التوعية، مثل وضع لافتات تحذيرية أو تعليمات واضحة على الرفوف. وتضيف: «غالباً ما تُكتب التحذيرات على رفوف الأدوية، لكننا جميعاً نعرف أن الناس لا يقرؤونها بدقة. بالتأكيد هناك مجال كبير للتحسين». إحصائيات ودراسات حول الإدمان على بخاخات الأنف بحسب استطلاع "سيفو"، الذي شمل 4,216 شخصاً خلال الفترة من 7 إلى 16 يناير، فإن 12% من السويديين يستخدمون بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان بانتظام، مثل "نيزيريل" و"أوتريفين"، فيما أقرّ 54% من هؤلاء بأنهم مدمنون عليها إلى حدّ ما. كما أظهرت الدراسة أن نسبة النساء اللواتي يشعرن بإدمانهن على البخاخات أعلى من الرجال، حيث بلغت 62%. ما هي القواعد المتعلقة باستخدام بخاخات الأنف في السويد؟ بشكل عام، يُسمح باستخدام بخاخات الأنف كوسيلة لعلاج الاحتقان، لكن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية. وفقاً للقوانين السويدية: يُنصح بعدم استخدام بخاخ الأنف المزيل للاحتقان لأكثر من 10 أيام متواصلة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأثير ارتدادي، يسبب احتقاناً أسوأ بمجرد التوقف عن الاستخدام. في بعض المجمعات السكنية الحديثة، يمكن لمالك العقار فرض قيود على التدخين وحتى على بعض الأدوية التي قد تسبب إزعاجاً للمستأجرين الآخرين، مما يشمل بخاخات الأنف. إذا كنت تعاني من احتقان مزمن، يُنصح بمراجعة طبيب مختص لتقييم الحالة وتقديم بدائل علاجية مناسبة.