تشهد أسعار المواد الغذائية في السويد ارتفاعًا حادًا أثار موجة استياء بين المستهلكين، مما دفع إلى إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة المتاجر الكبرى خلال الأسبوع الثاني عشر من العام الجاري. وفقًا لموقع Matpriskollen، فقد شهد شهر فبراير أكبر ارتفاع في أسعار المواد الغذائية خلال عامين، وهو ما دفع العديد من المواطنين إلى الاحتجاج على الغلاء المتزايد. ومن بين الداعمين لحملة المقاطعة، الشاب روبن ليندغرين، البالغ من العمر 24 عامًا من إسكيلستونا، الذي أكد في تصريحات لـ SVT أن تأثير ارتفاع الأسعار يطال الجميع، سواء ذوي الدخل الجيد أو أولئك الذين يعانون اقتصاديًا. رد فعل متاجر المواد الغذائية في مقابلة مع برنامج Morgonstudion على SVT، أبدى إريك لوندبري، الرئيس التنفيذي لشركة ICA Sverige، تفهمه لغضب العملاء، مرجعًا تضخم الأسعار إلى عوامل متعددة، منها الحرب في أوكرانيا، والتوترات الجيوسياسية، والتغيرات المناخية، وارتفاع أسعار الفائدة والطاقة. وأضاف لوندبري أن ICA بذلت جهودًا كبيرة للحد من ارتفاع الأسعار، موضحًا: "نحن نتفاوض مع موردينا بشكل مستمر. في العام الماضي، استثمرنا أكثر من مليار كرونة سويدية في خفض الأسعار، حيث قمنا بتخفيض أسعار الفواكه والخضروات بأكثر من 12٪. نحن نحاول بكل ما لدينا مساعدة العملاء في هذه الأوقات الصعبة." اقرأ أيضاً: غلاء مستمر.. التضخم يواصل الارتفاع والأرقام "مخيبة للآمال" أرباح المليارات تثير استياء المستهلكين على الرغم من هذه التصريحات، يشعر العديد من العملاء بالإحباط إزاء الأرباح الضخمة التي تحققها المتاجر الكبرى، في وقت يواجهون فيه أسعارًا متزايدة في الأسواق. فقد حققت مجموعة ICA أرباحًا إجمالية بلغت 26 مليار كرونة سويدية العام الماضي، وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن خفض الأسعار بدلاً من تحقيق أرباح هائلة. وفي رده على هذه الانتقادات، قال لوندبري: "نحن نستثمر لمساعدة العملاء، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن ICA لديها شبكة واسعة من المتاجر في جميع أنحاء السويد، حيث نغطي 286 بلدية من أصل 290. الحفاظ على هذه البنية التحتية وضمان توفر المواد الغذائية يتطلب استثمارات ضخمة." اقرأ أيضاً: السويديون في مواجهة موجة غلاء جديدة.. وخبير يحذر: "كل شيء يرتفع" احتكار السوق وتأثيره على الأسعار بحسب مراجعة هيئة المنافسة السويدية (Konkurrensverket) لعامي 2023-2024، فإن هناك ضعفًا في المنافسة داخل سوق المواد الغذائية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أكثر مما ينبغي. تسيطر أربع شركات رئيسية على السوق: ICA Sverige، Coop Sverige، Axfood، Lidl. تستحوذ ICA وحدها على 50% من سوق المواد الغذائية. تمثل شركات ICA، Axfood، Coop معًا 90% من إجمالي المبيعات. في أكثر من ثلث البلديات السويدية (102 بلدية)، لا تتوفر متاجر ذات أسعار منخفضة، مما يحد من خيارات المستهلكين.