أظهرت أحدث بيانات هيئة الإحصاء السويدية (SCB) أن عدد الموظفين الذين يعملون من المنزل اليوم يتضاعف تقريبًا مقارنة بما كان عليه الوضع قبل جائحة كورونا. وفي وقت تتواصل فيه موجة العمل عن بُعد، تسعى الشركات إلى ابتكار طرق لإعادة موظفيها إلى المكاتب. تقول آنا ليندبرو، مديرة قسم المكاتب والعقارات في شركة «تيرينز» (Tyréns) الاستشارية:– علينا أن نجعل التواجد في المكتب أمرًا جذّابًا. «أعمل من المنزل 2–3 أيام في الأسبوع» لاله أولسون، مصمم إضاءة يعمل في فرع الشركة بمدينة مالمو، يوضح أن العمل من المنزل أصبح عادة راسخة منذ الجائحة:– أعمل من المنزل يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، وهو ما يساعدني على التركيز ويمنحني مرونة أكبر. ولا يُعد أولسون حالة استثنائية، إذ لا تزال تداعيات الجائحة تؤثر على ثقافة العمل في السويد، حيث اعتاد العديد من الموظفين على أداء مهامهم بكفاءة من المنزل. مكاتب أصغر وأكثر مرونة تواجه الشركات الآن تحديًا جديدًا: مساحات مكتبية لم تعد تُستخدم كما في السابق. وتشير آنا ليندبرو إلى أن المؤسسات لم تعد بحاجة إلى توفير مكتب لكل موظف إذا لم يكونوا موجودين يوميًا. لا جدوى من تدفئة مكاتب لا تُستعمل، أو تخصيص مساحة لكل شخص إذا كان يعمل من المنزل غالبًا، تضيف ليندبرو. ومع ذلك، ترى ليندبرو أن وجود الموظفين في المكتب يبقى ضروريًا، ليس فقط لأسباب عملية ولكن أيضًا لتعزيز روح الفريق والتواصل المباشر. لسنا بحاجة إلى تواجدهم كل يوم، ولكن نريد أن يأتوا إلى المكتب. فهذا مهم لأسباب عدّة، منها التعاون، الثقافة المؤسسية، وتبادل المعرفة. توازن جديد بين المنزل والمكتب تسعى الشركات السويدية اليوم لإيجاد توازن جديد بين مرونة العمل من المنزل وفوائد العمل الجماعي في المكتب. ويتطلب ذلك إعادة التفكير في تصميم المكاتب، وجدولة الحضور، وتقديم حوافز تجعل التواجد في مقر العمل تجربة مجزية وليست إلزامية. وبينما يستمر التحول في بيئة العمل، يبقى السؤال المطروح: كيف يمكن للمؤسسات أن تخلق مكاتب لا تُلزم الموظف بالحضور، بل تدفعه إليه طواعية؟