تشهد السويد ارتفاعًا قياسيًا في عدد المركبات المتضررة من الحفر في الطرق، لكن المفاجأة أن نسبة كبيرة من المتضررين لا يطالبون بالتعويضات المستحقة لهم. وفقًا لأرقام هيئة النقل السويدية، فقد تم تقديم 3,639 بلاغًا عن أضرار ناجمة عن الحفر العام الماضي، إلا أن 60% من الذين حصلوا على الموافقة لتعويضات لم يطالبوا بأموالهم، والتي قد تصل إلى 10,000 كرونة لكل حالة. لماذا لا يطالبون بالتعويض؟ تقول سيسيليا أوستلوند، المسؤولة عن شؤون الصيانة وإدارة الطلبات في هيئة النقل، إن هناك عدة تفسيرات محتملة لهذه الظاهرة، منها صعوبة العثور على فواتير الإصلاح، أو شعور المتضررين بأن الإجراءات طويلة ومعقدة. "من الغريب أن لا يطالب الناس بأموالهم رغم معرفتهم بالمبلغ المستحق لهم. ربما يرون أن الجهد المطلوب لتقديم الوثائق غير متناسب مع قيمة التعويض"، توضح أوستلوند. تعترف هيئة النقل بوجود ثغرات في إيصال المعلومات للجمهور، حيث يجري العمل على تحسين التوجيهات وتوضيح آلية المطالبة بالتعويضات على الموقع الإلكتروني للهيئة. "نحن نراجع باستمرار كيفية جعل المعلومات أكثر وضوحًا للمتضررين. من الواضح أن هناك حاجة لتسهيل العملية"، تضيف أوستلوند. متى يكون التعويض مستحقًا؟ لا تُمنح التعويضات تلقائيًا لجميع الحالات، بل يتطلب الأمر إثبات تقصير من هيئة النقل في صيانة الطرق أو عدم التحذير من مخاطر الحفر بوضوح. في عام 2023، تم قبول حوالي 10% فقط من الطلبات، حيث تؤكد الهيئة أن معظم الحفر تتشكل بسبب تقلبات درجات الحرارة بين التجمد والذوبان، مما يسبب تمددًا وانكماشًا في الأسفلت، وهو أمر يصعب تفاديه تمامًا.