أخبار-العالم

"تغريبة" أسرة من غزة: أكلت حجارة الطريق من أجسادنا ولا مأوى!

"تغريبة" أسرة من غزة: أكلت حجارة الطريق من أجسادنا ولا مأوى!
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

أسرة من غزة

Foto Mahmoud Illean

القصف في كلّ مكان، وليس هناك طريق آمن. هكذا استهلّت "ليلى" من غزّة حديثها مع "أكتر" عن الأوضاع المعيشية المزرية التي تعيشها مع أسرتها وبقيّة سكّان القطاع.

تقول ليلى (اسم مستعار): "بعد أن رمى الجيش الإسرائيلي منشورات على السكان يأمرهم فيها بالرحيل إلى جنوب غزة (ما بعد وادي غزة) من أجل تجنّب القصف، بدأت رحلتها مع أولادها، حيث مشوا ساعات وساعات على الطريق الساحلي، وهم خائفون من "خطأ" مميت ترتكبه الزوارق البحرية التي تستمرّ بالقصف إلى جانبهم.

تأخرت ليلى في الخروج مع أسرتها، لأنّ زوجها حاول أن يسبقهم ومعه حقائبهم في محاولة لتجهيز المكان لحين وصولهم، وتأمين مكان لهم في مدرسة الإيواء. لكن انقطعت أخبارهم عن بعضهم، ولهذا لم تجرؤ العائلة على الذهاب قبل عودته من طريق آخر.

FotoBo Amstrup TT

المدارس مليئة

عند وصول العائلة إلى المدرسة، لم يجدوا صفّاً يتسع لهم، ولهذا اضطروا للذهاب إلى خان يونس إلى الكليّة. ثمّ هناك أيضاً لم يجدوا لهم مكاناً، واضطروا للنوم على الأرصفة 8 أيام، يلسعهم برد الصباح، ويلهبهم حرّ الظهيرة. نقلت لنا ليلى الوضع غير الإنساني بالقول: "بالكاد تحتنا بطانية، وحجار الرصيف تخش بلحمك وأنت نائم… كنّا مثل كلاب الشوارع".

لكن لا تنتهي عذابات مدنيي غزة هنا، فتأمين الطعام هو مشكلة بحدّ ذاته. تقول … "نقف ساعات وبالكاد نحصل على بعض أرغفة الخبز، إن تمكنت أساساً من الحصول عليها".

 FotoHatem Ali TT

إلى الحدود المصريّة

بعد التشرّد في الشوارع، عادت أسرة ليلى من جديد في محاولة إيجاد مدرسة أخرى تؤيهم، فقصدوا هذه المرّة مدرسة السلام في رفح بالقرب من المعبر عند حدود مصر، حيث افترضوا بأنّ هذه المنطقة آمنة دون شك لكونها في جنوب القطاع وأقرب إلى الحدود مع مصر. 

بعد الوصول، تمكنوا من إيجاد مكانٍ لهم في المدرسة لسبب واحد: هذه المدرسة ليس فيها تواجد لوكالة الأونروا، وبالتالي ليس فيها مساعدات، ولهذا فالأعداد قليلة فيها. لكن هذا يعني أيضاً: لديك أكل ومال يمكنك أن تأكل، ليس لديك أكل أو مال فستبقى جائع.

FotoFatima Shbair TT

الموت جوعاً أو الموت قصفاً

قد يصدف حظّ البعض أنّ لديهم من يرسل لهم الأموال من الخارج في حاولة المساعدة، وكان هذا وضع ليلى وأسرتها. لكن المشكلة أنّ هذه الأموال التي قد تعينك على ما تبقى من الحياة، لن تتمكن من الحصول عليها إلا من الصرّاف الوحيد في خان يونس. 

تعني العودة إلى هناك أنّ ليلى (ومن في وضعها) عليها أن تخوض مهمّة انتحارية. تقول: "لم يكن لدي حل، إمّا البقاء والموت جوعاً، أو الذهاب ومحاولة النجاة من القصف والحصول على الحوالة، ولهذا خرجت في السادسة صباحاً إلى خان يونس، ولم أتمكن من الحصول عليها حتّى الرابعة عصراً".

لكن المشكلة الأكبر أنّك برغم حصولك على المال، فلن تجد الكثير لتشتريه. 

Foto Eyad Baba TT

القصف في كلّ مكان

عندما قصدت ليلى وأسرتها جنوب القطاع عند الحدود المصرية، كان ذلك بهدف إيجاد الأمان. لكن تبيّن بأنّ افتراضهم خاطئ، فمنذ الليلة الأولى التي وصلوا فيها إلى المدرسة، بدأ القصف على المعبر وحول المدرسة ليظهر لهم وأنّ المناشير التي طلبت إليهم الانتقال إلى جنوب القطاع لا تعني أمانهم بالضرورة!

كلّ شيء صعب لينجو المرء في هذه الظروف. وضع نقص الماء وغلاء ثمنه فتح على البشر الذين يعيشون هناك ظروفاً أخرى من عدم الإنسانية، فمن مشاكل الصحة والطفح الجلدي وغيره، إلى عدم القدرة على الحصول على مياه نظيفة، بل وحتّى شراء المياه غير المراقبة التي تحوّلت من "20 ليتر مقابل شيكل" إلى "اللتر بـ 2 شيكل".

قصّة ليلى ليست قصّة شخصٍ أو أسرة، بل قصّة شعبٍ بأكمله يعيش الساعات على أمل أن يحيا كغيره من البشر.

Foto Abed Khaled TT

اقرأ ايضا

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©