تشهد الكرونة السويدية ارتفاعاً ملحوظاً مع اقتراب موسم الإجازات، ما يجعل من تبادل العملات أمراً أقل تكلفة للمواطنين السويديين. ويأتي هذا التحول بعد فترة طويلة من الانخفاض، لتصبح الكرونة الآن من بين أقوى العملات أداءً مقارنة بالعملات العالمية الكبرى. وقال تومي فون برومسن، استراتيجي العملات في بنك «هاندلس بانكن» لصحيفة اكسبريسن: «الكرونة تبرز في عدة جوانب. بين العملات العشر الكبرى مثل الدولار، اليورو، الجنيه الإسترليني والدولار الكندي، سجلت الكرونة أفضل أداء». السويد كملاذ آمن ويرى خبراء الاقتصاد أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع هو أن السويد تُعد حالياً ملاذاً آمناً في ظل الاضطرابات العالمية، خاصة بعد تصاعد التوترات التجارية والسياسات الحمائية التي يتبعها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وأضاف فون برومسن: «ما يحدث في الولايات المتحدة كان بمثابة المحفز لارتفاع الكرونة. عندما ينظر المستثمرون إلى العالم بحثاً عن بدائل للدولار، تبرز الكرونة كخيار قوي». ويُعزى هذا التفضيل للكرونة إلى عدة عوامل، من بينها انخفاض قيمتها التاريخية، وتراجع معدلات الفائدة، بالإضافة إلى ما تتمتع به السويد من اقتصاد قوي ودين عام منخفض. واعتبر فون برومسن أن ذلك يشكّل «تأميناً اقتصادياً»، حيث إن لدى السويد مساحة كافية لاتخاذ إجراءات تحفيزية إذا ساءت الأوضاع، وهي ميزة لا تتوفر في كثير من الدول الأخرى. وأوضح فون برومسن أن من غير المعتاد أن تتقوّى الكرونة في أوقات عدم الاستقرار العالمي، مضيفاً: «ما نراه أمر مدهش إلى حد ما. لكن السبب هو أن الولايات المتحدة لم تعد تُعتبر الملاذ الآمن كما كانت سابقاً في أوقات الأزمات». اقرأ أيضاً: تحسن قيمة الكرونة السويدية.. لكن تأثيره على الأسر لا يزال محدودًا! انخفاض تدريجي في سعر الصرف في نوفمبر الماضي، بلغت قيمة اليورو 11.70 كرونة، لكن منذ ذلك الحين انخفضت إلى 10.80، فيما تراجعت قيمة الدولار إلى 10.02 كرونة. ويتوقع بنك «هاندلس بانكن» أنه على المدى الطويل، قد يصل سعر صرف اليورو إلى 9 كرونات والدولار إلى 8.5 كرونات. مع ذلك، نبّه فون برومسن إلى احتمال حصول تقلبات قصيرة المدى، وقال: «المسار اليومي يشهد صعوداً وهبوطاً، لكن الاتجاه العام صاعد».